قطر بين غضب إسرائيل وعتبها

26.07.2014 03:10 PM

وطن - كتب تاج الدين عبد الحق: كان يمكن أن تؤخذ التصريحات الإسرائيلية، التي اتهمت قطر بأنها ترعى الإرهاب وتموله، على أنها غضب إسرائيلي بالفعل. لو أن هذا الغضب لقي صدى إعلاميا أو دبلوماسيا، في الدوائر الغربية التي اعتدنا أن تنتصر لتل ابيب في كل شأن خاص بإسرائيل، حتى ولو من باب "إذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا".

وكنا نقبل أن تكون تلك التصريحات غضبا فعليا، لو لم تكن هناك شواهد ودلائل، وتاريخ طويل من العلاقات السياسية والدبلوماسية وإلإعلامية بين قطر واسرائيل، التي تضبط إيقاع العلاقات بين الجانبين، وتمنع أي تطور سلبي فيها.

وكنا نقبل توصيف التصريحات الاسرائيلية بالتصريحات الغاضبة، لو أنها لم تكن انتقائية إلى هذا الحد. فقطر لها سجل طويل في دعم الحركات المتطرفة بدءا من تلك التي تعيث فسادا في سوريا والعراق، ومرورا بمن يحول ليبيا إلى ميدان لصراع المليشيات، وانتهاء بقطر نفسها التي أصبحت قاعدة لجماعة الإخوان المسلمين المطلوبة عربيا لأكثر من دولة.

أما وإن الأمر غير ذلك كله، فإن التصريحات الإسرائيلية هي من نوع العتب الذي لا يفسد للود القائم قضية، ولا يغير ثوابت السياسة القطرية التي كانت أول من تجرأ على كسر الحواجز مع إسرائيل، دون أن يكون لذلك مبرر سياسي أو مسوغ أخلاقي.

والعتب الاسرائيلي في حالة قطر له فائدة، لا تقل عن فائدة الرضا. فهو يخدم مسعى قطر الذي بدأته منذ عقدين تقريبا من أجل أن يكون لها دور إقليمي ومكانة دولية. وقد وظفت الدوحة في سبيل ذلك المليارات التي تنوء خزائنها بحملها. للمزيد اضغط هنا

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير