كيف يحيي المسلمون العيد وفي غزة شهيد؟؟

28.07.2014 01:57 PM

وطنكتب:زهران معالي: يحيي المسلمون اليوم في كل بقاع الأرض عيد الفطر السعيد بعد صيام شهر الخير والبركات شهر رمضان شهر الغزو والانتصارات، إلا أن عيد 2 مليون من المسلمين مختلف عن بقية المليار.

قطاع غزة الغزة قطاع الشهداء الأحياء، استقبلوا العيد هذا العام بأكثر من ألف شهيد وستة آلاف جريح في 22 يوماً من عدوان غاشم تشنه دولة نازية استعمارية احتلالية ضد البشر والشجر والحجر.

"العيد الشهيد" حسب ما وصفه لي صديقي الغزي كانت "تكبيراته خجوله، وشوارعه خالية، والمصلين وجوهم فيه حزينة، توجهوا للمقابر لزيارة من رحلوا، وللمستشفيات لزيارة من جرحوا، ومنهم من توجه للوقوف على أطلال ما بقي من منزله في الشجاعية.
في المدارس وأقصد مدارس الأنروا هناك عيد في الكنائس هناك عيد، في المساجد هناك عيد، في المستشفيات في المقابر في كل مكان في قطاع غزة هناك عيد، لكنه عيد شهيد.

في غزة أم فقدت طفلها افترسته ألة البطش الصهيونية، في غزة طفل فقد عائلته بأكلمها في قصف بصاروخ "أف 16" سبقه بثوان صاروخ إرشادي ادعت إسرائيل أنه تحذيري، في غزة جنين بزغ نجمه للدنيا قبل استشهاد والدته بدقائق، في غزة أطفال وشيوخ ونساء كل ذنبهم أنهم ولدوا في قطاع تآمر عليه عالم فقد الإنسانية، وحكومة احتلال تضرب كل القواعد والقوانين الدولية عرض الحائط.

في وقت، حققت فيه المقاومة الفلسطينية صموداً أسطورياً أذهل العالم العربي والغربي، باستخدام أسلحة محلية من تصنيع سواعد صمودية أرعبت المحتل وفاجأته وكبدته خسائر لم يتكبدها منذ حرب الأيام الستة مع الدول العربية.

في هذا العيد استبدل الفلسطينيون والناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عبارة "عيد سعيد" المستخدمة للتهنئة بعيد الفطر بعبارة "عيد شهيد"، للتعبير عن تضامنهم مع المواطنين رافعي الرؤوس في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي.

في مقابل ذلك، ما زال العرب منشغلون عن قضيتهم الأساسية والجوهرية قضية فلسطين المحتلة بتخاذل وخنوع لم يشهد العرب قبله ولا بعده، في حين يستقبل الغزيون العيد بحصار بري وبحري وجوي إسرائيلي، وبحصار عربي من دولة شقيقة كانت تسمى أم الدنيا "مصر".

رغم المناسبة العظيمة التي توحد المسلمين إلا أن مصر ما زالت تضيّق الخناق وتغلق المتنفس العربي الوحيد معبر رفح البري، وتصر على رفع راية الخنوع العربي كبقية الدول العربية والإسلامية، وتتذرع بحجج واهية لإغلاقه بحجة "خلل في الحواسيب" يا لوقاحتكم.

ما زال أهل غزه ينعمون بحلم الغد والذي قد يحمل في طياته حياة أفضل، ما زال أهل غزة يرفعون راية النصر والصمود والثبات رغم ما حل بهم، فحياة بحرب أو بغيرها فهي حرب، في ظل حصار ظالم مستمر منذ سبع سنوات أو أكثر، كهرباء متقطعة ومياه غير صالحة للشرب لتلوثها بمياه عادمة عدمت مصير مليوني بني أدم معها، قطاع تقتله البطالة والحياة الاقتصادية المنعدمة، ماذا تنتظروا بعد حتى تثور كرامة العربي أم لم يعد هناك كرامة.

من الواضح سيادتكم وجلالتكم وهنا أخاطب الملوك والحكام والأمراء والأحزاب والضمائر، أنكم لم تسمعوا عن هموم غزه شيء سوى عبر الفضائيات من خلال قصوركم وشاليهاتكم، الغزيون يموتون كل يوم ألف مرة، فإن لم يقتلهم صاروخ طائرة لمحتل أو قذيفة مدفعية كل البيوت والناس أمامها أهداف.. يقتلهم فقر مدقع كافر.

يا أصحاب السعادة والفخامة والنياشين والطرابيش والوزراء والحكماء والخطباء والناطقين والسامعين فإذا كنتم تعرفون غزه أو سمعتم عنها وعن أهلها وحال أهلها فهذا جيد فقد يوجز علينا وعليكم الكثير من الوقت حتى لا تملوا من تعريفكم بغزه وأهل غزه بحكم أنكم لديكم من المشاغل والهموم المثقلة بها أعبائكم، أيا عرب مهلاً ففي غزة "عيد شهيد".

أيا عرب إن لم تريدوا نصرنا لا تتآمروا علينا، فضيتنا ليست كرة تتلاقفونها فيما بينكم لاستغلالها لمصالكم، أيا قطر أيا تركيا أيا مصر أيا دول الخليج مهلاً ففلسطين ليست كرة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير