فقط في غزة - كتب: حذيفة جلامنة

30.07.2014 11:46 PM

في غزة وبعد 600 ساعة من العدوان المتواصل، يسقط بمعدل كل ساعة 3 شهداء، و13 جريح، ويدمر 8 منازل. ونهر النيل يجري بانسيابيته الهادئة، ولم يفكر بالفيضان.

في غزة يستقبل الأطفال العيد بلبس الأكفان. فلا نامت أعين الجبناء.

في غزة تُحيا ليلة القدر من كنائس غزة، ويصدح صوت الأب منويل مسلم " إذا هدموا مساجدكم، فأرفعوا الأذان من كنائسنا " فخجلت كل مفرادات الطائفية، وتورات عن الأنظار لكن وقاحة البعض ما زالت تزرع تلك البذور اللعينة.

في غزة تلد النساء الحوامل – ممن حالفهن الحظ - في مدارس الإيواء التابعة لوكالة الغوث، بينما أصرت شيماء قنن التي قصف بيتها وهي حامل وفارقت الحياة، إلا أن تغذي طفلتها من روحها والحنان، ليستخرج الأطباء بعد ساعات بإعجاز عصي على الفهم من جسد الشهيدة الجنين، فجاءت شيماء الطفلة حية ترزق، ألا أصابكم الله بالعقم.

في غزة وخلال شهر رمضان الفضيل أكمل يوميا عشرات الفلسطينين فطورهم وسحورهم في السماء، لأن القذائف والصواريخ خطفت لقمة الطعام من أفواههم، ومعها أرواحهم الطاهرة. فأهنأوا بطعامكم المغمس بالذل إن إستطعتم.

في غزة يستغلون ساعات التهدئة التي يطلق عليها " إنسانية "  لا ليبحوا عن مكان آمن، أو طعام وشراب، بل ليعودوا إلى بيوتهم التي أصبحت أثرا بعد عين، يحفرون بأظافرهم ليستخرجوا جثامين أحبتهم. فعيشوا في قصوركم الخاوية.

في غزة يتنفسون الكرامة شهيقا، ويخرجون الغضب زفيرا، وما بينهما صبر وإيمان. ماذا عنكم أنتم ؟

في غزة تتوضأ بعبقرية المكان، وتتخذ من عبقرية الإرادة قبلتك، ومن عبقرية التفكير المبدع دعاءك، وتصلي في محراب عبقرية الصبر، أما المدن دونك يا غزة فتكسوها رذائل الصمت، والهزيمة، والإنكسار.

في غزة يتعالى صوت الكرامة، وتسطر الملاحم، وتقنص عيون النسر كل مغتصب، وغير بعيد عن غزة تسهر العيون تحيك المؤامرات. وتحلم بلحظة خضوعك.

في غزة ترتفع الهامات، والرؤوس، وقريبا ستكسرين يا غزة آلاف الهامات والرؤوس.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير