معنى تجريد غزة من السلاح

01.08.2014 01:08 AM

كتب تاج الدين عبد الحق: رئيس تحرير شبكة ارم الاخبارية

بالمعيار الحسابي المجرد، فإن الخسارة الفلسطينية في غزة لا يمكن مقارنتها بالخسائر البشرية والمادية التي لحقت بإسرائيل. لكننا نعلم أن هذه الخسائر على فداحتها وجسامتها، خاصة على أهالي الشهداء والجرحى، لا يجب أن تقاس بالمقياس الحسابي البحت.

وإلا لأصبحت خسائر الارواح التي تسببها حوادث الطائرات، و المرور أو العواصف والكوارث الطبيعية، والهزات الارضية، بنفس قيمة الارواح التي تقع ضحية لحروب التحرير و الدفاع عن الحريات والانتصار للمباديء، أو أن تتساوى هذه الأرواح الطاهرة، بأرواح أولئك الذين يقبلون على أنفسهم، أن يكونوا وقودا وحطبا، للإرهاب الأعمى، الذي يلبس لبوس الدين، ويتدثر بردائه.

في الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار عند حساب التضحيات، الأهداف التي حددها كل طرف لهذه الحرب، كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار، الأبعاد الأخلاقية، والحقوقية ، التي يمكن أن تنتج عنها، وما تتركه تبعا لذلك من تأثير في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومنذ البدء أعلنت إسرائيل أن هدفها من الحرب، هو تجريد قطاع غزة من الأسلحة وخاصة الصواريخ، وهدم الأنفاق خاصة تلك التي يمكن النفاذ منها إلى إسرائيل. وجعلت من هذا الهدف مدخلا لضرب حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتقويض حكومة المصالحة التي انتظرها الفلسطينيون أعواما عانوا خلالها من مرارة الانشقاق وآلامه المادية والمعنوية.

من الناحية الإسرائيلية أيضا، أرادت تل ابيب أن تلعب من خلال عدوانها، على وتر الخلاف بين القاهرة وحركة حماس، لتجعل منه تصفية حسابات بين الطرفين تحصد إسرائيل نتائجها.

وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى أن إسرائيل نجحت في تحقيق أي من تلك الأهداف رغم مرور ما يقرب من شهر على عدوانها، بل إنها على المستوى الأخلاقي والحقوقي فقدت الكثير من تأييد وتعاطف المجتمع الدولي، للدرجة التي أصبحت تجد فيها صعوبة في تسويق حججها، وروايتها التي تبرر بها عدوانها.


لقراءة المقال كاملا اضغط هنا


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير