بالصور.. في الضفة.. حفلات زفاف هادئة وأخرى تغني للمقاومة

12.08.2014 12:33 PM

وطن – خاص – مي زيادة: تختلف طقوس حفلات الزفاف من قرية لبلدة لمدينة، لكنها اليوم اجتمعت وتشابهت على عبارة تضمّنتها كثير من بطاقات الدعوة "نعتذر منكم فقد تم إلغاء حفلة السهرة احترامًا لدماء شهداء غزة"، هكذا تضامنت الضفة مع أشقائها الذين استشهدوا في القطاع، وان كان أضعف الإيمان.

"لن نفرح وغزة تذبح" عبارة اجتمع عليها الشبان بالمضمون، حتى قام بعضهم بإلغاء حفلات السهرة ومنع الرقص والغناء نوعا ما، ومنهم من ألغى مأدبة الغداء ليتبرع بتكاليفها لصالح أهلنا في غزة، وبعضهم أجّل موعد حفل زفافه لحين غير معلوم، كالصحافي علي عبيدات، الذي كان تقرر في الثامن من الشهر الحالي، وآثر تأجيله إلى وقت لم يحدده بعد.

وقال عبيدات لـ وطن، إن تأجيله يأتي بسبب الأوضاع في قطاع غزة، "كل يوم في شهيد ليس في غزة وحدها بل في الضفة أيضًا، ولأن الشخص يجب أن يشعر بمعاناة الآخرين، وشعبنا يخوض معارك مع المحتل، وأجلته حتى وقف القتل والقصف، وانتصار المقاومة ليكون العرس بعرسين حينها".

وأضاف أن التأجيل لاقى تشجيعًا بين أفراد عائلته وعائلة خطيبته و أصدقائهما، حتى الموجودين منهم في غزة، كما يوضح عبيدات.

وقال عبيدات إن "من الصعب على الشخص أن يعيش شعورين متناقضين معًا، فالسعادة لأنها فرحة العمر، والحزن على شهدائنا في غزة".

كما قام الشاب أحمد تحسين من مدينة سلفيت، بتأجيل حفل زفافه للشهر القادم حيث تقرر أن يكون زواجه بعد بضعة أيام، لكنه آثر تأجيل الحفل لعل وعسى أن تهدأ الأوضاع في قطاع غزة وينخفض عدد الشهداء والقتل والدمار الذي حل بأهلنا في القطاع.

ويضيف: كيف أعمل عرس وكل يوم هناك شهيد في غزة، "الواحد ماإلو نفس يقعد مع أهلو فكيف يعمل حفل ويتزوج".

ويؤكد أن العديد من أصدقائه الذين كان من المقرر زواجهم هذا الشهر، ألغيت طقوس فيها مثل الأبواق "الزمامير" في الصالات والشوارع، ومنعت مسيرات السيارات المرافقة للحفل، وأقيمت الحفلات بشكل هادئ.

وقال تحسين، إن "توافقا تاما وقبولا من جهة خطيبته وعائلتها، فالكل متضامن ويشعر بما يحدث في قطاع غزة".

في ذات السياق، قال الشاب أحمد موقدي من بلدة الزاوية (غرب سلفيت)، الذي كان زفاف شقيقه قبل أيام: اقتصر حفل زفاف شقيقي على الطقوس الرسمية، وألغينا حفلة السهرة، رغم أن هذا اليوم هو فرحة العمر، إلا أن العدوان قتل فرحتنا، وإن قمنا بالرقص والغناء لن يشارك أحد، فمن له قلب أن يرقص؟.

كما تم إلغاء أربعة أعراس خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، حسبما أكد مواطنون من الزاوية لــ وطن.

ومما كتبه الشبان على بطاقات الدعوة لحفلات زفافهم، اطلعنا على بطاقة عزام سمير محمد، وكتب فيها: غزه اعذرينا، ما تزوجنا إلا تطبيقا لسنة نبينا، خلال عبارات كتبها على كرت الدعوة.. تحد الظروف الصعبه التي يمر بها الشعب الفلسطيني وما يعانيه أهلنا في قطاع غزه جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم وإصرارا منا لإعادة إحياء أرواح زهقت إلى السماء بإنشاء جيل جديد من الأبطال.

إلى ذلك، لم تغب أغنيات المقاومة الفلسطينية، لاسيما الحديثة منها، عن الحفلات والأعراس التي أقيمت في هذه المرحلة، وأكد أصحابها أن الزواج سنة ولا بد من إنجاب أجيال مقاومة قوية وشديدة في زمن الحرب والقتل.

تصميم وتطوير