هكذا رضخوا للشروط وهذا ما حققته المقاومة

27.08.2014 09:24 PM

وطن - كتب: أحمد شعيتو: مجدداً دخل العدو نفق غزة.. ومن يدخل نفقاً فإما ان يجد نهايته عبر فوهة مضيئة وإما ان يتيه فيه فينادي من يخرجه بعليمة قيصرية.. هكذا كان حال العدو الذي خرج من نفق الحرب منكسراً واهينت بزته العسكرية مرة جديدة .

دخل الصهيوني في ما دخل فيه سابقا عدة مرات: الحرب على قطاع غزة، في محاولة لتحقيق امن للمستوطنات وضرب اسس المقاومة .. لكن ما الجديد؟

الجديد كان حربا اطول زمنيا، ومجازر اكبر واهداف برية متعلقة بالأنفاق.. ولكن المقاومة لكان لديها جديد بالمقابل.. فحصلت على مكاسب بحقوق الشعب عبر الميدان.

كانت المرحلة الاولى الغارات التي لم تفعل اي فعل فتم وضع المرحلة الثانية قيد التنفيذ فجرى الحديث اعلاميا عن حرب ضد سلاح المقاومة الفعال: الأنفاق.. لكن لم تتطابق حسابات "حقل" الاهداف مع حسابات "بيدر" الفعالية والنتائج فالانفاق معظمها لم يُمس والبر كان ميدان الانجازات فيما بقيت والصواريخ استمرت تضي سماء فلسطين المحتلة.
كانت المقاومة جاهزة في مفاجآت عديدة ومختلفة فسعى العدو الى تحقيق ضغوط سياسية لوقف نار يحفظ ماء وجهه ولما استمر الصمود السياسي الفلسطيني الموحد حاول الضغط بمجازر كبرى لكن الشعب صمد.

عن سير المفاوضات وما حصل خلالها وكيف تم خضوع العدو لشروط المقاومة وماذا حققت  خلال الحرب وكيف سيكون اثرها عل العدو سياسيا وداخليا، تحدث لموقع قناة المنار نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي.

ما هو تقييم حماس والمقاومة بشكل عام للإتفاق الذي حصل، ولماذا طال امد التفاوض؟ يشير عبد الهادي الى ان "العدو من بداية المعركة لم يحقق شيئا على المستوى الميداني فبدأ بقتل المدنيين وهدم المنازل وصار بعد ذلك يوصل رسائل عبر وسطاء ان نتنياهو يريد وقف الحرب، وظهرت المبادرة المصرية لكنها لم تكن تستجيب لحقوق ومطالب الشعب الفلسطيني وعلى راسها فك الحصار . المقاومة عرفت بالاعلام بنود المبادرة ورفضتها".
يضيف "وبعد ذلك حصل حراك معين واشتد الضغط على العدو في الميدان وحققت المقاومة انجازات ميدانية.. بناء عليه حصلت اتصالات وتم الاتفاق ان يذهب الوفد الفلسطيني الى القاهرة على قاعدة ان لدينا مطالب لنقدمها ونحصل على جواب رسمي من العدو عليها".

ويكشف عبد الهادي انه في مناخ المفاوضات "كان هناك بيئة اختلط فيها الدولي والاقليمي مع الاعتبارات المصرية مع التعنت الصهيوني مما اطال المفاوضات لأن المدخل اليها كان خطأ وكان يجري  التعامل مع المطالب الفلسطينية كمن يريد ان يبهت الانتصار وان يخرج العدو "بماء الوجه" لا ان يستجيب لمطالب الشعب وكأنه ضغط على المقاومة لتستجيب لشروط العدو".

ويتابع "طالت المفاوضات والعدو لم يوافق على المطالب وصار هناك اكثر من هدنة واعطاء المفاوضات فرصا لكن العدو خرق الهدنة اكثر من مرة وحاول اغتيال القائد محمد الضيف واغتال القادة الثلاثة وبدأت حرب الاستنزاف لعل العدو يحقق شيئا لم يحققه في الميدان فيما الوفد الفلسطيني كان موحدا".

عن كيفية التوصل الى الاتفاق  كشف عبد الهادي انه "لآخر لحظة كان العدو يتحدث عن نزع سلاح المقاومة وعناوين عامة جدا لها علاقة بالتخفيف عن قطاع غزة ، لكن عندما طال امد الحرب والجبهة الداخلية كانت مهترئة اصبح هناك حديث آخر عن قضايا واضحة مثل فتح المعابر ، وقف الاعتداء ، ضمانات بعدم الاعتداء، زيادة مساحة الصيد وتضييق حزام العدو داخل القطاع، فصارت الامور واضحة والعدو موافقاً عليها ، اما القضايا التي تاجل الحديث فيها لشهر هي الاسرى والميناء والمطار، ولما رأينا ان الامور واضحة والمصري جاء بموافقة واضحة هذه المرة والميدان ضغط بشكل كبير جدا وامد الحرب طال بشكل كبير، فكان لدينا تقدير انه ما دامت القضايا الاساسية تحققت والقضايا الثلاثة الاخرى بعد شهر يتم الحديث فيها وتعهدوا بإعمار غزة وادخال مساعدات فلا بأس"..

لا بد من وقفة اساسية عند انجازات مهمة للمقاومة على مستوى الصواريخ واستمرار اطلاقها رغم الحرب الجوية والبرية في جغرافيا ضيقة ومكشوفة وفي قطاع محاصر وفيه ظروف العيش معدومة فكيف بظروف تطوير قدرات المقاومة، عند كل ذلك يصبح الانجاز بألف إنجاز، والعمليات النوعية جاءت ايضا لتزيد فوق صدمة العدو صدمة.

حققت المقاومة ميدانيا انجازات في غاية الاهمية فيما العدو لم يحقق اي انجاز ، وجرى تكريس كسر معادلة الردع التي كُسرت سابقاً عام 2006 ، وإذا استبعدنا الحديث عن البعد الاقتصادي للحرب وخلخلة الجبهة الداخلية والبعد النفسي، فماذا حققت المقاومة ميدانيا؟
لقد حققت بحسب ما يجيب عبد الهادي عدة امور مهمة جدا:

"اولاً: المفاجأت التي اظهرتها صواريخ المقاومة والمديات البعيدة التي كانت لهذه الصواريخ ومعظمها من صنع محلي.

ثانياً: طائرات الابابيل بانواعها المتنوعة والمختلفة.

ثالثاً: على مستوى الأنفاق ابدعت المقاومة لا سيما اذا اخذنا بالاعتبار الطوبوغرافيا والانكشاف للعدو فلا بد من سلاح جديد لا تسيطر عليه طائرات التجسس، لذا فحرب الانفاق كان لها تاثير كبير في مسار الحرب البرية.

رابعاً: العلميات النوعية البرية وخلف خطوط العدو وقتل واسر عدد كبير من الجنود والضباط.

خامساً: عمليات كومندوس وعمليات مائية وهذا امر جديد اضيف للحرب.

في الخلاصة كان العدو امام هذه الابداعات يقتل المدنيين ولم يقدر ان يطال المقاومين فيما كانت المقاومة تقتل جنودا وضباطا بشكل اساسي، وهناك عامل مهم جدا يلفت اليه المسؤول في حماس وهو ان ان القيادة والسيطرة والتحكم والمبادرة كانت بيد المقاومة وفي اخر ايام الحرب فرضت المقاومة حظر التجول في كل "اسرائيل" .
ويعتقد عبد الهادي ان "دولة اسرائيل وجيشها الذي يقال انه لا يقهر واقوى جيش في المنطقة ، عندما يحصل لها ذلك فهذا امر لم يسبق له مثيل وهو أمر له ما بعده!".

على المستوى الصهيوني الداخلي ماذا سيحل بطاقم الحرب والقيادة السياسية للحرب؟ "هناك بارود يحترق سيولد انفجارا في الايام القادمة والخلافات ستطفو بعد قليل وتبدأ الانتقادات والمحاكمات والتقارير المتعلقة بالتقييم ثم التقارير المتعلقة بمستقبل فلان وفلان سياسيا ومنهم نتانياهو".

لقد اهتزت الجبهة الداخلية في الحرب وسنشهد تاثير كبيرا على مستوى الكيان داخليا، اما على المقلب الاخر فكانت نقطة لصالح الفلسطينيين هي الوحدة الوطنية التي تجلت في الميدان والسياسة. هذه النقطة -يقول عبد الهادي- سنبني عليها لكي نكرس الوحدة ثم نصوغ استراتيجية وطنية مشتركة عمادها المقاومة في مواجهة العدو الذي يترنّح بعد الحرب، لتحقيق اهدافنا الوطنية..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير