مباراة غزة في انتظار ركلات الترجيح

30.08.2014 04:46 PM

كتب: محمد اللحام

بدون إعلان صافرة جاءت المباراة على عجل ووسط غفلة الجميع وتعالي صراخ الفريق الإسرائيلي بحجة تسلل في "كفار عصيون" وثلاثة أهداف دون حتى ان تتمكن كاميرات مخرج المباراة المنتشرة بالمكان من رصدها.

هذه البداية كانت كفيلة بإشعال رد الفعل الإسرائيلي الذي هاجم نصف الملعب الفلسطيني "الضفة الغربية" والهجمات من العمق ومن الأطراف ودون أي اعتبار للتسلل لان الحكم غائب عن إدارة اللقاء مما أهل هجوم الخصم لممارسة العرقلة والركل وكل إشكال الخشونة.

ووصل الأمر لارتكاب محرمات كروية مثل التلبس الواضح بلمس الكرة باليد وبشكل متعمد بمقتل محمد ابو خضير وسط صراخ الجمهور لإشهار البطاقة الحمراء الا ان الخصم لم يحصل حتى على بطاقة صفراء.

بعض لاعبي الوسط في الفريق الفلسطيني "غزة" ركلوا العديد من الصواريخ اتجاه الملعب الإسرائيلي دون رغبة أو قرار من خط الهجوم "حماس" التي لم تصلها الكرة للتسديد إلا بعد ان سدد الفريق الإسرائيلي قذيفة صاروخية اتجاه منطقة النفق "استشهاد 6 من "كتائب القسام".

هنا قرر خط الهجوم الرد على الاختراقات بالتسديد من بعيد على المرمى الإسرائيلي وحصل الفريق الفلسطيني على بعض الركنيات التي شكلت خطر شديد على المرمى الإسرائيلي الذي تلقت شباكه العديد من الأهداف ومن ركلات جزاء معلن عنها سابقا في الدقيقة التاسعة اتجاه شباك تل ابيب. ورغم محاولة الحارس المتسلح بقفازات "قبة" حديدية لصد الخطيرة منها الا انه لم يمنع الأهداف من الولوج للعمق.

المرمى الفلسطيني لم يكن يمتلك دفاعات قادرة على امتصاص القوة الهجومية بفعل ما يمتلكه الفريق الخصم من لاعبي تعزيز بمستوى "اف 16 ،والمدفعيات ،وبطاريات الصواريخ، واللاعب الطائر "الزنانة".

انتهى الشوط الأول وأعلن عن استراحة لعلها تأتي بحكم ساحة نزيه او حتى حكام راية ،ولكن هذا لم يحدث برغم جهود المراقب المصري الذي فشل في حينه بأخذ وقت مستقطع بينما كان اتحاد اللعبة العالمي وعبر حكم مفترض "بان كي مون" يمارس الانحياز الواضح للفريق الإسرائيلي مما أهل الجمهور للهتاف "شيلو الحكم وحطو حمار".

الشوط الثاني شهد ظهورا أوضح لرئيس الفريق الفلسطيني "أبو مازن" الذي تبنى خطة الفريق وادخل عليها بعض المقترحات الفعالة ،وأعلن عن تشكيلة موحدة من لاعبي خط الوسط بقيادة المخضرم عزام الأحمد وبمعاونة من "الكشاش" المستتر ماجد فرج على ان يستلم أبو مرزوق الميمنة والنخالة ظهير متقدم بدعم من المهاري الموهوب شلح بينما ماهر الطاهر وقيس ابو ليلى وبسام الصالحي في جبهة يسار الملعب.

صاحب التسديدات الخطيرة محمد ضيف دخل الملعب وسط تصفيق الجمهور مشكلا حالة رعب للفريق الإسرائيلي الذي يدرك خطورته وخاصة بعد هدف ملعوب في "ناحل عوز" . وأمام ذلك سددت إسرائيل ضربة ثابتة وقوية على بعد ياردات باتجاه الضيف ،إلا أن الكرة ارتطمت بالعارضة مخلفة خسائر ولكن دون إصابة للهدف . ومن ركلة ركنية ووسط غفلة الدفاع الفلسطيني أصابت الكرة الإسرائيلية الشباك الفلسطينية وسقط العطار وأبو شماله.

حاول لاعبوا حركة فتح مشاغلة الجبهة الخلفية للفريق الخصم بعد توجيه علني من الرئيس وعبر طلعات تظاهرية في الضفة الغربية متسلحين بحركة جماهيرية غاضبة جوبهت بجدار صد إسرائيلي اسقط حوالي 25 شهيدا.

محاولات الاختراق الإسرائيلي كانت من نقاط التماس ومنها الشجاعية معتقدة ان لديها ميسي والنتيجة خسارة "شاؤول" وإصابة مؤثرة لنجم خط هجومه أللاعب المرتزق"غسان عليان" وجمهور فرح "مالو مالو وقع لحالو". وشهدت المباراة اعتراضات من الطاقم الفني الإسرائيلي على أرضية الملعب بأنها رملية وبعضها غير معشبة وان بعض لاعبي الفلسطيني يجيدون الركض والمناورة بالكرة من زاوية غير متوقعة.

وخسارة أخرى على محور ملعب رفح "هادار غولدن" وسط تعجب وتفاجئ اسرائيلي من الأداء الفلسطيني وقدرته على التحمل ومبادلة فريقهم الهجمات والطلعات لذلك انسحب من المدرجات في أكثر من مناسبة وهو يرى رد قوي في نصف ملعبه وبعضهم بدأ برفع مناديل بيضاء للمدرب نتنياهو في مؤشر لعدم التجديد له مع الفريق في الموسم القادم اثر الأداء المتواضع كما حدث مع زميله السابق اولمرت في مباراة 2006 أمام حزب الله.

جبهة الوسط في القاهرة كانت لا تزال مشتعلة مع وجود أكثر من موجه يؤثر على أداء الفريق الفلسطيني بالرغم من حمل عزام الأحمد لإشارة الكابتن وملاحظات سلبية على محاولات البعض الاستحواذ أكثر على الكرة وعدم التمرير.كما لوحظ تراجع دور لاعب الارتكاز مشعل الذي يجيد العاب الهواء وهو الذي سبق واحترف في الدوري الأردني وخرج مصابا وانتقل بعدها من الدوري السوري للدوري القطري في صفقة لم يفصح عنها. بينما تقدم ابو مرزوق كنجم في المراوغة والتمرير والتسديد من المسافات المتوسطة ،وبزوغ نجم خليل الحية.

البعض اعتبره غضب والبعض حرص والبعض مصلحة ،ولكن على الأرض تحرك رئيس الفريق "أبو مازن" من حدود الملعب غاضبا ليتوجه لمقعد احد راعي المباراة "قطر" التي حاولت التدخل بحكم انها مستضيف مونديال 2022 وشتت الكرة من أمامها في واقعة باريس ،مع شبهات ومؤشرات واضحة على ثقل متصدر الترتيب العالمي في اللعبة "الولايات المتحدة" التي على ما يبدو ضغطت على بعض الرعاة ليتم الإعلان عن نهاية الشوط الثاني.

طبعا المباراة كانت تبث على الهواء مباشرة دون حصرية للجزيرة سبورت التي أشادت ببعض خطوط الفريق وقزمت البعض الأخر وانتظرت ظهورا لميسي او حتى شبيه له دون ان يحصل ذلك.

العامل الأهم كان للفريق الفلسطيني هو جمهور متحمس واصل التشجيع "بالطول بالعرض رح نمسح فيكم الأرض"وبقي حتى النهاية صامدا في المدرجات رغم تكلفة تذكرة المباراة المرتفعة جدا جدا.

في انتظار أشواط إضافية أو قد يحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير