أطباء من الخليل: الاحتلال استخدام أسلحة غير تقليدية في غزة

06.09.2014 01:45 PM

وطن - خاص بآفاق البيئة والتنمية- ثائر فقوسة: مشافيها تكاد تكون ملاجئاً لحجم الفارين من الموت إليها، كل شيء فيها يحمل وجعا حتى الاسرّة التي لم تعد تحمل جرحاها لكثرتهم، شهادات حية خرجت من مشافي فاضت بمن فيها وحملت تفاصيل الجريمة.

خمسة وعشرون طبيبا من محافظة الخليل وصلوا غزة مغيثين، وقفوا على المجازر وما كان يرتكب بحق الإنسانية هناك، وعادوا يحملون هما أثقل صدورهم مما شاهدوه من صور "فما بال منكوبين ان شفيوا من الم الأجساد لن يشفوا من الم الأرواح".

محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه كانت مهمة صعبة في ظل حجم ونوع الإصابات، الأطباء أكدوا أن هناك آلافاً من المواطنين وصلوا إلى المشافي وكانت أطرافهم مبتورة بفعل أسلحة فتاكة استخدمت ضد الأفراد والمدنيين تحتوي على قنابل مسمارية صغيرة الحجم تنتشر في أنحاء الجسم، إضافة إلى اكتشاف شظايا غريبة الشكل تترك مع الجروح أثار حروق بدرجات مختلفة، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً امام الأطباء في التعامل مع هذه الحالات .

تقطيع العظام

رئيس قسم العظام في مستشفى الخليل الحكومي الدكتور عفيف اقنيبي الذي وصل إلى غزة لمساعدة زملائه في مستشفى الأقصى، أفاد بأن العمل هناك كان أشبه بالمعجزة في ظل عدم توفر الإمكانيات من كهرباء وماء وأدوية ومستلزمات طبية مشيرا إلى انه تم قطع التيار الكهربائي أكثر من مرة أثناء إجراء العمليات، وتابع أن معظم الإصابات التي تعامل معها كانت خطيرة تتمثل في تفتت او تقطيع عظام الجسم.

ومن المشاهدات الغريبة التي تابعها اقنيبي وتؤكد على استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة غير تقليدية في عدوانها على غزة "وصول جرحى أُستهدفوا بصواريخ من طائرات "زنانة " حيث كانت أجسادهم مقطعة إلى أشلاء من أسفل الحوض الى أصابع القدم بأحجام متساوية وكأنه تم استخدام قطاعة، والعظام كانت شبه متفحمة مليئة بالشظايا الغريبة، ومعظم الحالات التي وصلت إلى المشفى وهم بالمئات أصبحوا من ذوي الإعاقة، ولم يكن هناك اي فرصة لإنقاذ الضحايا لصعوبة السيطرة على الآثار التي تنجم عن استخدام هذه الأسلحة سواء كانت ناتجة عن الرصاص المتفجر او الناتج عن شظايا الصواريخ والقذائف،
وأضاف ان هناك قضايا يجب الوقوف عندها مثل التغير الذي يظهر على أجساد الشهداء بعد ساعات من مفارقتهم للحياة، كما ان الشظايا الغريبة التي وجدت في أجساد المصابين قد تحتوي على مواد مشعة او معادن مثل الرصاص تتسبب في الإصابة بالأمراض في المستقبل خاصة مرض السرطان وأمراض الدم والإجهاض.

وطالب اقنيبي المختصين بالأسلحة غير التقليدية بضرورة إجراء فحص لتلك المواد المستخدمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها وتقديمها للجان التحقيق الدولية، لتكون حجة على معاقبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة .


شظايا غريبة

رئيس قسم الجراحة في مستشفى عالية الحكومي الدكتور يونس السراحنة الذي وصل مغيثا الى مستشفى الشفاء، يقول أنه ومنذ عمله في إجراء العمليات الجراحية قبل 30 عاما لم يشاهد أصعب واخطر من الحالات التي تعامل معها في غزة، فشظايا الصواريخ لم تبقِ في اغلب أجسام المصابين اي أعضاء سليمة يمكن إعادتها للقيام بوظائفها بالشكل الطبيعي، وابسط العمليات التي أجراها كانت تستغرق أكثر من خمس ساعات.

وأضاف انه وثق عملية استشهاد اصغر فلسطيني في العدوان على غزة، جنين عمره 21 أسبوعاً فقد حياته دون أن يرى الدنيا، حيث وصلت المشفى سيدة حامل تعاني من نزيف حاد من الرحم وبعد إجراء عملية قيصرية سريعة لها تبين أن الجنين مصاب بكسر في الجمجمة وأنسجة الدماغ ممزقة، وكانت الإصابة ناتجة عن شظية صاروخ او قذيفة اخترقت جسد الأم واستقرت في رأس الجنين، والغريب أن الإصابة لم تكن واضحة بالكشف الطبي بالعين المجردة، وهذه الحالة لم تكن الوحيدة وإنما معظم الإصابات كانت بحاجة لعناية مكثفة ومراقبة بشكل مستمر، لأن طبيعة الشظايا كانت تخترق الصدر أو البطن، تمزق وتقطع الأعضاء الداخلية للمصابين دون حدوث نزيف سريع، ولكن بعد مرور بضعة ساعات يصبح الدم ينزف من جميع نواحي الجسم، وهنا تصبح السيطرة على الجرحى صعبة.

كما انه تم توثيق ظاهرة انتشار الحروق العميقة ذات الروائح الغريبة والتشوهات التي كانت تظهر على بعض المصابين مثل تمزق الأعضاء من الداخل وذوبان بعضها، مشيرا الى ان هذه الملاحظات وغيرها، تؤكد استخدام الاحتلال لأسلحة غير تقليدية في غزة .

تصميم وتطوير