مختصون: المساحة التي تخطط إسرائيل لمصادرتها شرق القدس أكبر من تل أبيب

16.09.2014 03:07 PM

رام الله - خاص وطن - أيسر البرغوثي: نحو 22 تجمعًا بدويًا شرق مدينة القدس، وبالتحديد في منطقة "E1"، أصبح سكانها عرضة للترحيل القسري، بعد الكشف عن مخطط إسرائيلي يستهدف تهجيرهم من تلك المنطقة، ونقلهم إلى غور الأردن.

المخطط طرحته ما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، وقالت إنه "يستهدف تنظيم سكن التجمعات البدوية في مناطق شرق القدس، ويأتي تتمة لأوامر إخلاء وهدم سابقة، وتماشيا مع قرار المحكمة الإسرائيلية العليا التي رفضت عددا من قرارات الإخلاء دون توفير مسكن بديل للسكان".

ويصف مختصون في الشأن الاستيطاني، المخطط الذي يتم الحديث عنه بـ "برافر جديد"، مضيفين أنه "يسعى لاقتلاع التجمعات البدوية في المناطق الواقعة شرق القدس، ووضع اليد على أراضيهم".

وقال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني لـ وطن، إن "المخطط الاستيطاني مرفوض تماما، ولا يمكن السماح بتنفيذه على الأرض، وإسرائيل تخلق بذلك بؤر توتر جديدة في منطقة أريحا، وإشعال المقاومة الشعبية فيها".

وبين الفتياني أنه "يجري التواصل والمتابعة مع كافة الجهات المحلية والدولية، إلى جانب عقد اجتماع مع العشائر البدوية، الذين عبروا عن رفضهم للمشروع الإسرائيلي".

وقال إن "إسرائيل رفضت من قبل مخططا قدمته السلطة الفلسطينية من أجل تنظيم التجمعات البدوية في المنطقة، ولجأت إلى تصعيد عملياتها ضد البدو، والتضييق عليهم".

من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان في أبوديس بسام بحر، إن الحديث "يجري عن مخطط إسرائيلي للسيطرة على مساحة واسعة من الأراضي الفلسطينية شرق القدس أكبر من مساحة تل أبيب"، لافتًا إلى أن "كل ذلك يأتي ضمن المشروع الإسرائيلي القديم المتجدد لإقامة ما يسمى القدس الكبرى".

وطالب بحر السلطة الفلسطينية بــ"التحرك العاجل على المستوى الدولي، ومتابعة القضية في المنظمات والجهات القانونية الدولية، كون ما يجري مخالفًا بشكل سافر للقانون".

وقال إن "إسرائيل تروّج للمخطط كمشروع تنظيمي للسكان، لكنها تبذل الجهود لتهجير الفلسطينيين البدو من مناطق سكناهم، وتحارب التراث الفلسطيني وتعمل على طمسه".

في ذات السياق، قال المختص في الشؤون الإسرائيلية علاء الريماوي إن "إسرائيل تسعى من خلال وضع يدها على منطقة (E1)، لضم 14 مستوطنة في الجنوب والوسط، داخل مشروع القدس الكبرى، وربط التجمعات الاستيطانية مع بعضها، ليشمل نحو مليون إسرائيلي يقيمون في تلك المستوطنات".

وقال إن ذلك "سيفشل إقامة دولة فلسطينية، ويمنع التواصل الفلسطيني مع الأردن، عبر إقامة منطقة أمنية في الأغوار".

ووصف الريماوي المخططات الإسرائيلية سواء في منطقة "E1" أو تلك المتواصلة داخل القدس، بــ"الحرب الشرسة على الجغرافيا والديمغرافيا الفلسطينية".

وحول دور السلطة الفلسطينية في مقاومة هذا المشروع، قال الريماوي إن "المستوى الرسمي لا يقوم بدوره المطلوب في الضغط على الاحتلال" مضيفا أنها "لا تقدم شيئا في دعم كل الملفات الإستراتيجية، لاسيّما المتعلقة في القدس".

ولفت إلى أن "الخطورة الناتجة عن القبول بمبدأ تبادل الأراضي، أن المفاوض الفلسطيني لم يدرك عواقب ذلك في بعده الإستراتيجي على الأغوار".

الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عمدت إلى تدمير ما يزيد عن 23 قرية بدوية لأغراض التوسع الإستيطاني، ودمرت منذ مطلع هذا العام أكثر من  350 بيتًا بدويًا، وأغلقت عديد المدارس، وتعمل سلطة الاحتلال على الحيولة دون وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لهذه التجمعات.

تصميم وتطوير