انتصار .. مش انتصار

19.09.2014 12:27 PM

وطن - كتب: حمدي فراج:  أكثر التعبيرات شيوعا  بين الفلسطينيين خلال الشهر الذي أعقب العدوان على غزة ، هو ان كان الذي حققته المقاومة انتصارا ام لا ، وهو الشعار / الخلاصة الذي خرجت بها المقاومة وعلى الرأس منها بالطبع حركة حماس .

   وليس بخاف على أحد ، ان جزءا كبيرا  من التخالف بين الموقفين : "انتصار / مش انتصار" ، هو التماحك السياسي بين حركتي فتح وحماس ، المستمر والمتواصل منذ سبع سنوات وأكثر ، والذي كان يفترض ان يتوقف رسميا وشعبيا ، - رسميا بعد توقيع اتفاقية حكومة التوافق الوطني بين الحركتين ، وشعبيا بعد حالة الصمود والانتصار التي تحققت  في غزة - .

   يصل هذا التماحك حد السخرية والاستهزاء ، ويظهر بدون اي تحفظات على وسائل الاعلام بتنوعاتها ، وينخرط فيها آخرون من خارج الحركتين ، يدلون بدلوهم كخبراء حرب حينا ، وكحياديين حينا آخر .

   ولقد وصل الوضع الى ما يشبه الاصطفاف ، بين انصار  "إنتصار ومش انتصار" ، وبلغ الاسير مروان البرغوثي في سجنه ، الذي ينظر الى الواقع نظرة اخرى منعكسة عن زنزانته التي يحمل على كتفيه بين رطوبة جدرانها خمسة مؤبدات ، يرى حالة الاشتباك بحد ذاتها مع المحتل انتصارا ، حتى لو كانت الحال كما الانتفاضة الاولى ، اشتباك بحجر ، فما بالكم بصاروخ يدك تل ابيب وضواحيها ، تماما كما الحالة التي يمثلها مروان نفسه اليوم ، اشتباك بزنزانة ، وهي بدون ادنى شك ، حالة اشتباكية متقدمة ، لا يختلف عليها اثنان ، ولهذا نراها في نهاية كل خطاب سياسي ، سواء لمعسكر "انتصار أو مش انتصار" ، حين يقولون : المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للاسرى .

   في حرب 1967 ، او ما عرف بحرب الايام الستة ، ووفق الشيخ حسن نصر الله ، حرب ست ساعات ، اجتاحت اسرائيل اربع دول عربية واحتلت اجزاء شاسعة من اراضيها ، وما زالت تحتلها بطرق أخرى ومن ضمنها هضبة الجولان الاستراتيجية  و شبه جزيرة سيناء التي تفوق مساحتها مساحة فلسطين ، استطاع النظام العربي ان يخرّج الى جماهيره ان ما حصل مجرد "نكسة"، بل ان دريد لحام في مسرحية "ضيعة تشرين" يلمح ساخرا ، ان النظام العربي قد انتصر في تلك الحرب لأنه أفسد خطط اسرائيل الرامية لتغييره .

    في تلك الهزيمة الماحقة ، التي لم تزل آثارها حتى اليوم ، اوعز النظام لحاشيته من الكتاب والفنانين لتخفيف الوطأة ، فغنى فريد الاطرش : شعبُنا يوم الفداءِ ، فعلـُه يسبقُ قولـَه / لا تقـُل ضاع الرجاءُ إنّ للباطل ِ جولة / ما لا لعدوان ٍ مقرٌّ / والوغى كرٌّ وفرُّ / نحن للتاريخ ِ أمجاداً بنينا /  ورسالاتُ الهُدى بين يدينا / نحن شعبٌ لا يبُالي / يتسامى للأعالي / بكفاح ٍ ونضال ٍ/  وجنود الله حوله .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير