وتستمر غزة في كشف عوراتنا !! (1)

21.09.2014 11:03 PM

وطن - كتبت: *وفاء عبد الرحمن: رغم كل ما تكشف عن أدائنا السياسي خلال العدوان على قطاع غزة، الذي لم ينته باتفاق وقف اطلاق النار، لا زلت متمسكة برأيي "لا أستطيع ان ألوم المقاومة"، أو بمعنى أصح لا أستطيع لوم غزة، ليس خوفاً من حماس "الحاكم الفعلي" في القطاع، بما أنني أكتب من غزة واحاديث كثيرة يوشوشها الناس أن من ينتقد حماس قد ينتهي برصاصة في رجله، ركبته أو رأسه.

بالنسبة لي لا زلت مختلفة مع حركة حماس السياسية وتتسع دائرة الاختلاف حين يصل الأمر  لتقييم الاداء السياسي للحركة في ظل العدوان وما بعده.

ولكن يبدو أننا بحاجة لبعض التوضيحات كوننا ننجر لمساحة تأخذنا إليها حماس السياسية، حين تتصدى للدفاع عن المقاومة وكأنها ملكية حصرية لها، وينجر المنتقدون وتختلط الامور.

بوصلتي واضحة، المقاومة ليست فصيل، المقاومة هي عمل جمعي وطني سميناه في الزمن الجميل "ثورة"، والمقاوم هو شاب وصبية غنينا لهما، وحلمنا بلقائهما وكنا نسميهم في ذات الزمن الجميل "فدائي وفدائية"، لا أحد منا ضد الثورة ولا ضد الفدائية، والشعب الفلسطيني تاريخيا كان الحاضنة الدائمة لثورته ولفدائييه فما الذي تغير؟

ضمن تعريفي الواضح للمقاومة –الثورة ورغم اختلاف الوضع العربي والدولي والأهم التحول الراديكالي في مفهوم الثورة وتحولها لسلطة وسيطرة وبناء دولة، لا أستطيع لوم هذه المقاومة –الثورة، وبالمقابل من حقي أن أسال عن أهدافها ومشروعها– فهي أداة وليست هدف.

لا ألومها حين أرى تآمر الصديق والعدو ضدها/ ضدنا، وحماس التي هي جزء أساسي من الثورة/المقاومة اليوم، ألومها لوماً أقل بكثير من القيادة في رام الله. فالحركة التي اختفى سياسيوها تحت الارض أي دخلوا زنازين داخل سجن غزة الكبير، لن يقرأوا المشهد فوق الأرض، "السجناء يقاومون ولا يفاوضون"، واقصى مانطلبه منهم هو ان يبقوا احياء لأجلنا.

التفاوض هو اداة اخرى لتحقيق الهدف، التفاوض مهمة أولئك الموجودين خارج السجن، يتواصلون ويتشاورون مع السجين ويقرأون المشهد وما يحيط به، يرفعون السقف لحده الاقصى ويحددون الخطوط الحمراء التي لا تنازل عنها، دون تعريض حياة السجناء للخطر.
المبادرة المصرية كانت الحد الادنى بل دون الحد الادنى وكان طبيعياً ان يرفضها السجناء ليس بناء على قراءة المشهد الخارجي بل احتراما لشلال الدماء الذي تدفق، هذه الدماء حولت السجناء الى انتحاريين فإما الموت وإما الموت، وهذا رد فعل طبيعي وليس مستهجناً.

المستهجن هو تعاطي المفاوض مع السجن والسجان وما حولهما، أما المفاوض -الحر نسبياً- فقد انحاز بلا وعي أو بقرار لسجان أكبر (الاحتلال)، والاتفاقات والعلاقات الاقليمية والدولية.
الثوار /الفدائية او لنسمهم المقاومة، قدمت كل ما لديها، ويسجل لها اعادة الروح للجسد الفلسطيني الذي هزل واستسلم لحقيقة /كاذبة أنه لا يستطيع -ولا في الحلم- أن يوجع الكيان الصهيوني.
الثوار/ الفدائية ارتكبوا أخطاء في الميدان لأنهم بشر، ولأنهم انتحاريون، والانتحاري ينتحر دون التفكير بحاضنته كثيراً، وحين تكظم الحاضنة النازفة صرختها، فلأن لديها أمل، أنها تدفع ثمن تحقيق الهدف الاسمى -حق تقرير المصير والحرية-.
للأسف المفاوض الحمساوي الذي خرج من تحت الارض لم يحسن التفاوض ولم يحسن ادارة المعركة "العدوان" الذي بدأ بشدة بعد وقف اطلاق النار، والمفاوض في رام الله تمادى حين سجل انتصار اسمه "ألم أقل لكم؟"، المفاوض في رام الله انتصر، انتصر على غزة ولم ينتصر على اسرائيل الصهيونية، والصف السياسي في غزة انتصر على الغلابة بصورة على ركام وحطام بيوتهم وآمالهم، (إسرائيل) انتصرت بالعرب علينا جميعاً (فلسطينيين وعرب)، أما الشعب فلم ينتصر ولم ينكسر من عاش منه عاد ليربي الامل.

*مدير فلسطينيات ورئيس تحرير شبكه نوى
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير