سفينة نوح

23.09.2014 07:53 PM

وطن - كتب: إياد الزيتاوي:تحدث التاريخ والكتب السماوية عن قصه سيدنا نوح وتلك السفينة التي بنيت على يابسة وانتظرت العواصف لتضع الحد لكل الطغيان والفساد وتمنح الأمل لحياه جديدة يسودها الخير والسلام. عبدت الأصنام والطواغيت، إنتشرت الضلالة، إستشرس الفساد، وفشلت كل محاولات الدعوة والهداية وقوبلت وحاملها بالتشكيك والتخوين فكان الملاذ الأخير والعقاب.

مشاهدات يوم واحد كافية لان نستجدي البداية، وأن ترفع الأيادي سائله تدخل الخالق، إحتلال غاشم يستهدف الإنسان والحيوان والمكان، قتل واعتقال، عذاب وإذلال لشعب كامل دون رحمه أو اعتبار لدين أو حتى قانون. عالم ظالم يستمتع المشاهدة وتغذية الفتنه واصطناع اللاعبين. محاولات كثيرة وتنازلات وتضحيات ولا أفق بأمل، عقدت المؤتمرات والاتفاقيات وقدمت المبادرات والنتيجة واحده، ظلم واستعباد وفساد وحياة ذاق فيها شعبنا ألوان العذاب وقهره.

ما أشبه اليوم بالأمس، وكم نحتاج إلى سفينة يجتمع فيها الصالحون، سفينة رايتها فلسطين، تختار الخير من كل شي، وتسقط كل الاعتبارات التي لا تنشد الحرية والكرامة وحياه يسودها العدل.

سفينة تترك خلفها سنوات الاقتتال والفساد والتفرد، سفينة تنجو وتغرق معها العشائرية والقبلية والحزبية والطائفية وتوفر للأجيال القادمة فرصه البداية من جديد. سفينة تنسينا جرائم القتل والسرقة وتجارة المخدرات والغش وهذا الانهيار الهائل في منظومة القيم والأخلاق. هناك الطيب من كل شيء والخبيث من كل شيء، لا مقدس ، لا حزب ولا فرد، فالسفينة لا تعرف الأبناء والأحفاد، لا تؤمن بالواسطة والمحسوبية، تذكرتها العمل والوفاء وكل من فيها من السلالة الطيبة.

بناء السفينة يحتاج إلى عزيمة وإرادة، يتطلب زراعة أشجار جديدة وتقطيع بعضها، نزاهة وإيمان طاقمها وركابها، ومن ثم الطوفان لننجو جميعاً بهذا الوطن.من منا لم يتمنى أن يعود به الزمان، أن نعود إلى أصل الأمور وصالحها، أن نأكل الزرع الطيب، أن نرى روعة الأزهار والطبيعة ونستمتع بجمال الحياة ونعم خالقها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير