التطبيع... يعلن النفير العام

30.09.2014 09:06 PM

وطن - كتبت:د. ديمة أمين:أن تعيش في الأرض المحتلة وخاصة في الضفة الغربية، لن تشعر بالدهشة حين ترى التطبيع يتناسل حتى بدون قابلة قانونية. فهذا التوالد هو النتاج الطبيعي لاتفاق أوسلو.

كما يبدو لمن يتابع، فإن احتجاج طلبة في جامعة بير زيت على وجود مراسلة الصحيفة الصهيونية هآرتس ومن ثم توجههم إلى محاضرتين في الجامعة مسؤولتين عن المؤتمر، بأن يطلبن من هاس مغادرة المؤتمر قد اثار كثيرين ممن يؤيدون التطبيع مع الاحتلال، بحجة النضال المشترك أو الدولة الواحدة!

فهل كانت هذه السيدة تقوم بنضال مشترك؟ وإن حصل مع منْ؟ حسب معلوماتي المتواضعة، فإن العلاقة بين المستعمِر والمستعمر  هي تناقض تناحري وخاصة لأن الاستعمار الصهيوني اقتلاعي. ولا اعتقد ان اي فلسطيني لا يرى ستة ملايين لاجىء يضيعون في كل الدنيا وتتم مطاردتهم وإهانتم يومياً لا بل قتلهم!

فهل صحيفة هآرتس مع حق التحرير والعودة لشعبنا؟ هل هاس مع هذا الحق؟ وهل تجرؤ على كتابة هذا في الصحيفة نفسها؟ هل تجرؤ على القول بأنها ضد وجود دولة الاغتصاب الصهيوني؟

المؤتمر المذكور كان برعاية منظمة  NGOs هي روزا لكسميورغ والتي لها فرعها الآخر في تل ابيب. هل هذا هو النضال المشترك الذي يتحدث عنه المطبعون؟ هذا السؤال برسم من يعمل فيها ومعها.

لقد كتبت السيدة هاس بأن إدارة الجامعة ضد موقف الطلبة، ونشرت إدارة الجامعة ما يعزل موقفها عن موقف الطلبة. وهذا جد طبيعي. فلم يحصل في التاريخ كذلك ان تطابقت ولا حتى تقاربت مواقف إدارة الجامعات مع ثورية الطلبة. بل كلما ابتعد موقف الطلبة عن موقف الإدارة كلما كانت الحركة الطلابية بخير.

كثير ممن تطوعوا دفاعا عن هاس، كانوا من شبه المهارة بمكان بحيث لم يركزوا على جريدة هآرتس الصهيونية، مع ان هاس كنت هناك لتكتب للجريدة المذكورة مما يعزز لدى القارىء وخاصة الغربي بأن شعبنا سعيد بالتطبيع!

لقد ذهب حُماة التطبيع إلى تصوير علاقة البعض مع هاس على أنه حواراً. لا بأس. هل يعرفون كم عقد من الزمن مضت على هذا الحوار؟ أليس هذا الحوار هو  الذي ولَّد عقيدة التفاوض؟ مبروك عليهم هذا الحوار وذاك التفاوض.  حبذا لو يتذكروا ان حوار الصيهونية مع شعبنا هو ما كان في غزة قبل شهر.

وهذا يؤكد على ان جوهر المسألة الفلسطينية هو الصراع وهو ما يقسم شعبنا بين قلة تعترف بالكيان وهي قشرة ثقافية وشريحة سياسية وشظايا راسمالية، وبين أكثرية لا تعترف لأنها ببساطة تعرف أن فلسطين هي يافا وليست أريحا فقط او كازينو اريحا.

لذا، من حق الحركة الطلابيه وأي من العاملين في اي مؤسسه وطنيه طرد اي إسرائيلي يقر بحق دولة اسرائيل في الوجود على حساب الملايين من الشعب الفلسطيني الذين يعيشون في بؤس المخيمات بينما عميرة هاس وغيرها يمارسون حياتهم الطبيعيه وينتقلون في دولتهم التي قامت على انقاض شعب اخر ، ويتمتعون بالتنقل في رام الله اكثر منا.

أما والتطبيع ينتقل من التخفي خلال مذبحة غزة ليفتخر بدوره الآن. ذلك اننا جميعا نعرف أن هناك متنفعين من التطبيع سواء عبر اوسلو أو الاعتراف بإسرائيل أو الأموال المسمومة باسم التنمية والمنظمات غير الحكومية...الخ وهذا يشترط على الشرفاء قول كلمتهم دفاعا عن حق العودة اولا وتكريسا لثقافة العودة ودفاعا عن الأستاذتين اللتين نفذتا مطلب الطلاب وتتم محاولات خبيثة لعزلهن وكأن الطلبة كانوا متمتعين بحضور هآرتس؟ كما اعتقد عن على المؤسسات النسوية ان تقف معهنَّ أمام هجمة سياسية تطبيعية تجمِّل وجه الاحتلال.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير