"دولة واحدة لشعبين" هي الحل - كتب: بهاء أبو عين

01.10.2014 11:27 AM


السلام في بلادنا موجود، لكن عقيدة السلام غير موجودة، والشعبان لا يكرهان بعضهما، لكن التيار اليميني المسيطر يكره فكرة وجود الطرف الآخر ويكره السلام خوفا على وجوده.

والواضح أننا نعيش في دولتين مترابطتين في الحدود والجغرافية والمياه والطبيعة الإلهية، إلا أن الدولة القوية (إسرائيل) لا تريد ترك الصغيرة (فلسطين).

وواضح أيضًا أن الحل لن يأتي من العالم والأمم المتحدة أو حتى من عند الفلسطينيين. بل سيأتي بالإقناع من جميع الأطراف.

وأرى الحل في دولة ديمقراطية ثنائية القومية ومتعددة الديانة تحمل العلمين الفلسطيني والإسرائيلي، ووزراء فلسطينيين وإسرائيليين يمثلون الجانبين وبرلمان فلسطيني إسرائيلي يمثل كافة أطياف الدولة وحدود مفتوحة بلا حواجز وجدار عازل ومستوطنات هنا وهناك، لكن يجب العمل على بناء فلسطيني إسرائيلي في كل أرجاء الدولة إن كان داخل أراضي48 أو غزة أو رام الله أو حتى في تل أبيب.

كما أرى مواطنًا يحمل الجواز الموحد وأسموه ما تريدون، ومركبات ذات لوحة واحدة تسير في كل أرجاء المعمورة وجيشًا مشتركًا فلسطينيًا إسرائيليًا للدفاع عن أرض الوطن، وإنهاء حالة التمييز والاحتقان العنصري وعودة اللاجئين والمهجرين وبناء الوطن المشترك، وحينذاك سنكون الدولة الأقوى في الشرق الأوسط.

والدولة لشعبين عاشا عقودًا من التناحر على وطن واحد، ستكون في زمني أو في زمان قريب، إذا كانت رؤية واحدة تنظر إلى الإنسان أن من حقه العيش بكرامة مهما كان دينه أو عرقه أو لونه.

ومن هنا، سننهي لغة الحرب واللا-حرب، وننهي حالة التهجير والترحيل، ونعيد اللاجئين إلى ديارهم التي تركوها رغما عنهم، ونصبح جيرانًا مع أنفسنا من يهود وعرب.

وإن أكبر دول العالم مثل الولايات المتحدة أو الصين أو أي من دول الاتحاد الأوروبي، شعوبها منحدرة من مناطق عديدة ومتباينة في العالم، لكن مواطنيها يحملون جواز سفر واحد وهدفًا واحدًا.

وأخيرًا، أنا مواطن أحب بلدي غزة ويافا والجليل ورام الله، كما أحب العيش فيها كلها.. أين المشكلة؟ وفي ذات الوقت لا أستطيع إلغاء ستة ملايين إسرائيلي، كما لا تستطيع إٍرائيل إلغاء خمسة ملايين فلسطيني، حيث يجدر بنا التعايش، لذا فإن المعادلة واضحة، لكن بحاجة إلى دراسة عميقة وجديّة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير