خاص لـ "وطن": بالفيديو... "المفقرة": رموز محفورة خلف مقبرة.. بفعل سياسة التهويد

01.10.2014 12:32 PM

الخليل – وطن – كمال شريف: بعد معاناة من المرور بين المستوطنات المنتشرة على سفوح جبال الخليل أوقفنا حافلتنا في مكان لا يعلم كثيرون عنه، داخل خربة "المفقرة" بالقرب من يطا جنوب الخليل، حيث تعيش 22 عائلة تحت مستوى خط الفقر بفعل سياسة التهويد الاحتلالية، بلا كهرباء وماء وخدمات صحية وتعليمية، أو حتى شوارع زراعية، بالإضافة إلى الإهمال والتهميش من قبل الجهات الفلسطينية المسؤولة. 

زوايا هذه الخربة مظلمة إلى حد الوجع لا سبيل للعيش الكريم رغم بساطة أهلها، فالمواطن هناك لا يسعى إلى طلب الكثير سوى أبسط مقومات الحياة ماء صالح للشرب وخيمة تلملم بقايا إنسانيته وكرامته، فكيف تحصل "المفقرة" على الأمان ويحاصرها آلاف المستوطنين من كل الجهات الذين من شأنهم إحباط البدو في أرضهم وتهجيرهم منها.

وحينما يعمر بيت في خربة المفقرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة، يهدم آخر من قبل جنود الاحتلال، دون تمييز بين منزل ومسجد.

رسمية الحمامدة، خمسينية تعيش مأساة المفقرة منذ عهدها الأول تروي لـ وطن وجعها وخلاصة قطف الاحتلال ما تبقى من أمتار أرضها، قائلة "منعنا جنود الاحتلال من بناء سقف وحائط يحمينا من برودة  الشتاء وحر الصيف".

وتتابع "حول الاحتلال حياتنا إلى جحيم لا يطاق، نتمنى أن نعيش كغيرنا من البشر في بيوت آمنه، فيها كهرباء وماء وبعيدة عن الرطوبة".

فيما نرى الطفولة المحرومة بعيون أنيس ابن الثامنة كخوف زرع منذ اللحظة الأولى لولادته وسط مجموعة من المستوطنين يحاولون إيذاءهم بشكل يومي، بالإضافة إلى تقلبات الطقس التي تتلف ثيابهم وكتبهم بسبب الأمطار والطين، وفق تعبيره.

ومعاناة سهير تختلف قليلا وبالنهاية يجمعهم نفس الوجع حرمانها من التعليم بسبب عدم توفر مدرسة في الخربة ورفض والدها ذهابها إلى مدرسة تبعد أكثر من 20 كم وتعرضها يوميا للتفتيش على الحواجز.

فيما يسعى الاحتلال إلى قتل بقايا الحياة، يبقى التساؤل: إلى متى ستظل أنظار الحقيقة تختفي من الأرجاء عن قضية الشعب الفلسطيني ويستمر الاحتلال بتهجير وابتلاع المزيد من الأراضي.

تصميم وتطوير