رجل الشرق الأوسط المريض

02.10.2014 12:09 PM

وطنتاج الدين عبد الحق

تحفظ الإدارة الأمريكية خط الرجعة، عندما تقول إن الحرب على داعش قد تستغرق سنوات. وهذا الإعلان برغم الالتزام الظاهر فيه، إعلان غير مطمئن، خاصة لأولئك الذين يعيش الخطر بين ظهرانيهم، أو يدق أبوابهم. أو حتى لأولئك الذين يدفعون فاتورة هذه الحرب، أو يتحملون جزءاً من كلفتها المادية أو البشرية.
أمريكا التي تحركت تحت تأثير المشاهد الصادمة، لذبح بعض مواطنيها، على يد أعضاء التنظيم، تدرك أن المعركة الجوية مهما طالت لن تحسم حربا، على مجموعات تعيش خارج التاريخ، والجغرافيا، وترتبط حياتها- كما هو حال تنظيم القاعدة من قبل - باستمرار هذه الحرب، بل وتوسيع نطاقها إن أمكن.
واشنطن بالكيفية التي تحركت بها لمواجهة داعش في العراق وسوريا، تكرر نفس الخطأ الذي ارتكبته في أفغانستان، عندما دخلت حرباً مكلفة ماديا وبشريا من أجل اجتثاث تنظيم القاعدة، لتجد نفسها في ورطة تتحين الفرص للخروج منها، تاركة حلفاءها الأفغان أمام مصير مجهول، قد يعيدهم إلى المربع الأول، وإلى أحضان حركة طالبان، هذا إن لم يتسع الخطر هناك، ليطال باكستان التي أضحت خط دفاع ثانٍ للحركة، ومصدر إمداد مادي وبشري لها.

واشنطن لم تتعلم من أخطائها في العراق، عندما انحازت قصدا، أو جهلا، لمن أراد تفصيل العراق على مقاس طائفي، لينتهي به المطاف وقد أصبح لقمة سائغة في يد طهران، تتصرف فيها تصرف السيد، الذي تأتمر القوى السياسية بأمره، ولا تتحرك إلا بإذنه.

 

للمزيد على شبكة ارم الاخبارية

 

رئيس تحرير شبكة ارم

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير