البغدادي في 2007: قتال الإخوان أولى من الأميركان

20.10.2014 09:20 AM

وطن- وكالات: تنتهي صحيفة القدس العربي في تحقيق مطول لها حول علاقة أبوبكر البغدادي (إبراهيم عواد البدري) زعيم تنظيم داعش بحركة الإخوان المسلمين إلى أن البغدادي يعتبر الإخوان عدوا بالنسبة إليه وأنه كان يعتبر قتالهم أولى من قتال الاحتلال الأميركي.

وبعد أن تتبع الصحيفة علاقة البغدادي بالإخوان في جميع محطاتها بدئا بعلاقته مع محمد حردان إلى ابتعاده عنها والتحاقه بجيش المجاهدين ثم "القاعدة"، ترى الصحيفة أنه من غير الموضوعي النظر لهذه العلاقة بين الإخوان والجهاديين بقالب الحالة المتحالفة بناء على أصولهم الفكرية، كما تفعل الأنظمة العربية المعادية للإخوان (الذين فازوا في كل الانتخابات الديمقراطية التي جرت لأول مرة في الوطن العربي).

وتعتبر الصحيفة أصحاب هذه النظرة يتناسون دوما حجم العداء الدموي بين "القاعدة" والفصائل السلفية في سوريا والعراق قبل العداء مع الإخوان، كما أنهم ربما لا يعرفون أن تنظيم الإخوان المسلمين في العراق (الحزب الإسلامي) كان القوة الدافعة الأساسية لتشكيل الصحوات وتسليح الفصائل السنية التي قاتلت القاعدة وأضعفت وجودها بحلول عام 2007 في العراق.

بل أن الصحيفة تذهب إلى أن التطورات التي طرأت على انتماء البغدادي من الإخوان للسلفية المعتدلة ثم إلى يمين القاعدة بالجهادية المتطرفة، هذه المراحل لعلها تختصر تحولات طرأت على المجتمع السني في العراق وسوريا الذي بات أكثر استعدادا للتطرف كردة فعل على التطرف المقابل، وهذا أدى لانحسار التيار الإسلامي المعتدل الممثل بالإخوان لصالح تيار جهادي أكثر راديكالية وعداء للآخر. وهي تحولات تبدو مرتبطة باستعار حدة الصراع الطائفي.

وتتابع الصحيفة "سقوط بغداد كان بالنسبة للبغدادي كسقوط حماة بالنسبة لأبو مصعب السوري الذي تحول هو الآخر من الإخوان المسلمين في سوريا إلى "القاعدة" في أفغانستان ليصبح من كبار منظريها".

ونقلت الصحيفة عن قيادي سني عراقي يعرف البغدادي من أيام دراسته للدكتوراة، انه وبرغم انتماء البغدادي للإخوان، إلا انه كان ذا ميول سلفية معروفة تماما كحال مرشده الأول القيادي الجهادي محمد حردان قائد جيش المجاهدين السلفي في العراق، والذي فصل بسبب التحاقه بالمقاتلين بأفغانستان.

ارتبط البغدادي بمجموعة حردان تنظيميا وفكريا، وفقا للصحيفة، وبعد سقوط بغداد أسس حردان جيش المجاهدين السلفي، أحد أكبر الفصائل الجهادية في العراق.

وحسب مقربين من الفصائل الجهادية، فإن البغدادي لحق بمعلمه حردان وانضم لفترة وجيزة إلى جيش المجاهدين، لكنه بعد خروجه من سجن بوكا بدا أكثر تطرفا، وانضم لمجلس شورى المجاهدين بقيادة قاعدة التوحيد والجهاد.

وتنقل الصحيفة عن صديق آخر للبغدادي وهو من قيادات القاعدة في الفلوجة "خصلة ملفتة" في شخصية البغدادي فيقول "كل تنظيم خرج منه البغدادي أصبح معاديا له، خرج من الإخوان فأصبح يكفرهم علنا ويسميهم عملاء زلماي خليل زاده، خرج من جيش المجاهدين للقاعدة فاصطدم بهم كثيرا خصوصا في الكرمة".

ويتذكر بعض قادة الفصائل الذين اجتمعوا مع البغدادي في احد الاجتماعات عام 2007 لوضع حد للاقتتال السني السني بين "القاعدة" والفصائل الجهادية السنية الأخرى، يتذكرون كيف كان البغدادي يقول "هؤلاء حربهم أولى من الأمريكان" وكثيرا ما كان يهاجم الفصائل المقربة من الإخوان في العراق كجامع وكتائب صلاح الدين.

تصميم وتطوير