خاص لـ "وطن": بالفيديو... الخليل: الحركة التجارية في البلدة القديمة بين فكي الاستيطان والإهمال الفلسطيني

23.10.2014 01:39 PM

الخليل - وطن - دعاء سيوري: وأنت تسير في أزقة البلدة القديمة بالخليل، تشاهد المعاناة الفلسطينية بأم عينك، حيث البؤر الاستيطانية التي تقضم المكان ونقاط التفتيش والإغلاق للطرق أمام المواطنين الفلسطينيين.

وكأنك تستطيع أن تعد على أصابعك حجم الزوار والمتسوقين إلى البلدة القديمة وشارعي "الشلالة" التي باتت مرتعًا للقطط وتراكم النفايات والروائح الكريهة المنتشرة لقلة الخدمات التي كان يجب أن تحظى بها البلدة القديمة وأزقتها.

التشريد والترحيل للفلسطيني أينما وجد، سياسة إسرائيلية معروفة منذ الأزل، ولا يمكن إنكار أن الاحتلال شماعة المآسي بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، فقبل عقدين من الزمن أغلق الاحتلال الإسرائيلي بموجب قرار عسكري نحو ألف محل تجاري في البلدة القديمة، وحولها إلى مساكنَ صغيرة للمستوطنين الذين ليس لهم أصل ولا فصل، حيث  تبدلت على إثرها الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين.

المواطن خضر الشلودي كان صاحب محل شهير في الألبان والأجبان قبل أن يباغته الجيش الإسرائيلي بقرار الإغلاق وتحويله إلى ثكنة عسكرية، ينظر اليوم إلى حاله الذي انقلب رأسا على عقب فهو لم يفكر يومًا بأن البطالة ستدق أبوابه والحاجة والعوز عنوان حياته القادمة.

وتعقيبًا على ذلك يقول لـ وطن للإنباء "أشعر بالحزن حينما أقف على مقربة من محلي ولا أستطيع فتحه، لكن أنا لست وحدي ممن كتب عليه القدر ذلك".

ويضيف "أعمل الآن في ورشة حدادة والعمل فيها يتوقف من فترة لأخرى، وأحيانًا أجد نفسي لا أعمل شيئا، فالأوضاع الاقتصادية في البلدة القديمة سيئة للغاية".

لكن المفارقة الأخرى في الحياة داخل البلدة القديمة تكمن في انعدام الحركة التجارية للمحلات التي ظلت مرابطة هناك والتي تعاني من قلة المتسوقين وضعف الاهتمام الفلسطيني بالبلدة القديمة والتي يفرض وجود السكان حماية من التوسع الاستيطاني الذي بدأ يزداد في الآونة الأخيرة.

سامي النتشة كان مالكًا لمحل تجاري قبل عشرة أعوام، ودفعته الظروف الاقتصادية أن يصبح موظفًا لمالك تجاري بسبب قلة المتسوقين الذي لا يسد حاجاته وحاجة أبنائه من الغذاء ومتطلبات الحياة اليومية.

يذكر أن بلدية الخليل أنشأت مجمعًا يضم السيارات العمومي من وإلى جميع المحافظات والبلدات.

وأوضح أن "المواطنين طالبوا البلدية عدة مرات بإعادة الموقف الخاص ببلدتي سعير وشيوخ إلى مكانه الذي يساهم في زيادة القدرة الشرائية".

وتابع "وتقل الرحل المدرسية للبلدة القديمة مقارنة بالسنوات الفائتة وأن الإهمال الفلسطيني للمكان عزز من التوسع الاستيطاني".

وحمل عضو لجنة الدفاع عن الخليل، هشام الشرباتي كلاً من محافظة وبلدية الخليل المسؤولية الكاملة في تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، حيث أن البسطات المنتشرة على جوانب شارعي "الشلالة" تعرقل حركة السير التي باتت بعيدة عن التجمع السكاني.

وشدد الشرباتي على أن الحياة لن تعود في البلدة إلى سابق عهدها إلا بخروج الاحتلال من على كل شبر في الأراضي الفلسطينية.

وأضاف "بعض المحلات التجارية التي لم يصدر قرار عسكري بإغلاقها وأُغلقت من قبل المواطنين بحجة ضعف الحركة التجارية، تشكل تهويدًا ملحًا من المستوطنين ولعل آخرها حادثة النفق الذي حفره مستوطن داخل بيت ليستولي عليه مع دكانة صغيرة".

 

تصميم وتطوير