فقط سؤال ، تساؤل !؟بقلم محرم البرغوثي
ما يجري في العالم العربي، حسب ما قال المحللون، هو خلق شرق أوسط جديد، بما سمي الفوضى الخلاقة.
والحقيقة أنها ليست فوضى خلاقة، بل أنها جرائم وتدمير وقتل وذبح، وتركزت بشكل واضح على سوريا والعراق وليبيا... ولا أدري أن بقيت مصر صامدة أمام أن تحصدها الخطة.
سوريا ، الاكتفاء الذاتي ، سوريا قلب بلاد الشام ، سوريا ورغم كل التحفظات بقيت خارج التسويات ، واحتضنت العديد من الفصائل والحركات ، وبقيت خارج النفوذ الامريكي .
كل ما يجري غيب القوى اليسارية والقومية... وأبقى التطوع فقط للقوى المناصرة لداعش والنصرة ...
السؤال الذي أود أن أساله ، ما هو سبب عدم اعلان التطوع للدفاع عن سوريا ، أو عن العراق ؟ وخاصة أن من يدير هذه الجرائم أعداء أو على رأسهم تقف الولايات المتحدة الامريكية ، التي توصف في أدبيات اليسار والقوميين بالإمبريالية ، ورأس الحية ....
ومثال اليسار الذي يضعه على بلايز وكتب وصورة في بيوت بعض أعضاء اليسار ، تشي جيفارا ، الذي كان يتنقل مناضلا من بلد الى أخرى ضد الإمبريالية ؟؟
والقوميون، الذين يرفعون شعار الوحدة العربية، أين تطوعهم للدفاع عن دولتي البعث، الذي يرفع نفس الشعار ؟؟
لماذا لم نجد جيفارا واحد في العالم العربي ، وتترك المجال لأولئك التكفيريين أصحاب جهاد النكاح ... وبعد فترة سيفتون بزواج الغلمان ... ويفتحون نقاشا حول سن الذهب ، وبأي رجل تدخل الحمام باليمين أم بالشمال ... والقدس تغتصب من كل الجوانب ، أرضا ، وبيوتا ، وإنسانا ، ومقدسات ....
أليس إفشال المخطط الأمريكي، لتدمير سوريا، ونهب ثروات العراق وليبيا ... هو مطلب للشعوب العربية؟ أين هي الخطوات العملية لتأكيد أن هذه الأحزاب تعتقد فعلا بذلك.
من يتطوعون في تدمير سوريا والعراق، يتطوعون لأسباب مالية، أو لأسباب جنسية... لكن الأحزاب العريقة، يقترض أن إيمانها أعمق وأقوى، أعمق لأنه أرتبط بمصلحة الشعوب العربية، والفقراء في العالم العربي.... الخ
ليس لدي جواب، لكن هذا السؤال مهم، ويجب أن يناقش، وأن يبدي المثقفون رأيهم فيه، والسياسيون يجب أن يجتهدوا لإيجاد جواب، لماذا هذا الجمود، لماذا هذا الصمت... تجاه شعوب عربية تواجه أعداء الجميع.
ما هي الخطوات العملية، هل التطوع للدفاع عن سوريا والعراق ومصر وليبيا... هل عدم القيام بذلك تراجع هذا الفكر ، أم نقص في العدد ، أم نقص في الروح الكفاحية ضد الاستعمار والامبريالية والرجعية وكل المصطلحات التي أكل عليها الدهر وشرب ...
أنا فقط اضع سؤالا في دماغي على الورق، أضعه للنقاش والحوار فقط .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء