سجال فلسطيني عنوانه إنتفاضة ثالثة - بقلم:الأسير ماهر عرار

20.11.2014 04:18 PM

 على مدار العامين الماضيين تحدث الجميع عن الأنتفاضة الثالثة،تارة سوقت على أنها إنتفاضة الأسرى وتارة اخرى جاءت تحت عنوان إنتفاضة القدس أو الأقصى إلخ ..من العناويين التي توحي بها طبيعة المواجهة والاشتباك الشعبي مع الاحتلال،غير أن الوضع ميدانيا لم يرتقي لسيناريو الانتفاضة لعوامل موضوعية...في الواقع ترتب على غياب أي أفق سياسي فلسطيني سواء على صعيد حركة حماس في غزة أو السلطة الوطنية في الضفة،نشوء حاجة لفعل وطني لكسر حالة الجمود والركود السياسي لقضية فلسطين في ظل حالة إنحسار وانكفاء شهدتها القضية الفلسطينية في ضوء اختلاط الأوراق السياسية والأولويات الأقليمية والدولية في المنطقة بعيدا كل البعد عن قضيتنا إلى درجة تراجع قضية فلسطين في الاجندات الدولية وتقدم الأيبولا والدولة الداعشية عليها بدرجتين ....وقد ترتب على ذلك نشوء سجال فلسطيني حول الأنتفاضة الثالثة،وتوظيف حالة الاشتباك اليومية الشعبية مع الاحتلال،في صلب المناكفات الحزبية واستراتيجية تسجيل النقاط،وقد عبر ذلك بصورة جلية عن اقصى حالات الافلاس السياسي والوطني التي تشهدها الساحة الفلسطينية ...وعلى الرغم من أن الأشتباك اليومي مع الاحتلال في كافة مناطق التماس وفي قلب القدس يعبر عن حالة إنتفاضة شعبية يومية منذ أشهر،الا أنها بقيت بدون سقف سياسي اللهم الا كتعبير عن حالة رفض ورد فعل على السياسات الاسرائيلية وبطش المستوطنين،ولعل ذلك يعود لحالة الانقسام التي يغيب معها برنامج واستراتيجية عمل وطني يوظف هذا الفعل بحيث يتم استثماره سياسيا في اطار حالة الاشتباك السياسي مع الاحتلال ...وقد دفع إفتقار حالة الاشتباك الشعبي مع الاحتلال، إلى رافعة سياسية وطنية،بحركة حماس إلى توظيف ذلك تحت شعار (اجهاض الانتفاضة الثالثة) وتحميل السلطة مسؤولية ذلك،مع أن العوامل المشار إليها اعلاه تفضح هذا الأدعاء منطقيا وموضوعيا ...في سياق ذلك تثير رغبة حركة حماس لنشوء واندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة دون غزة،في ظل افتقار الحركة لبرنامج وسقف سياسي يشكل غطاء لهذه الانتفاضة،يثير ذلك التساؤلات ويضع حالات الاستفهام حول دعوات حماس للأنتفاضة وإتهاماتها للسلطة بأجهاض نواتها ....لا شك أن الأنتفاضة بكل الأحوال تعد حاجة وطنية تقتضيها حالات الجزر السياسي،بالتالي إن الحديث عن انتفاضة وحاجة حماس لها كغاية بحد ذاتها،تعبر عن أمرين أما قصور وافلاس سياسي واما كتكتيك سياسي لأهداف سياسية داخلية،هنا نسأل ولنفترض جدلا أن الأنتفاضة اندلعت بنطاقات اوسع ،هل لدى حركة حماس هدف سياسي يؤمن ويحقق الأهداف الوطنية لهذه الانتفاضة؟؟ أم أن فهمها للأنتفاضة كتفسيرها لحروبها في غزة تحت مفهوم ومبرر الدفاع عن النفس وكفى؟؟ وبالتالي إلى أين ستقود الأنتفاضة ؟ وهذا هو السؤال الكبير فلسطينيا الموجه لحماس ولكل المنادين بالأنتفاضة في مثل هكذا ظرف وطني منقسم ويفتقر لأهم ادواة المواجهة الا وهو الأستراتيجية الوطنية الموحدة....يبقى الحديث عن انتفاضة ثالثة دون إجابة حركة حماس عن اهداف هذه الانتفاضة التي تدعي أن السلطة تجهضها،تعبيرا عن حالة افلاس ومراهقة سياسية تعيشها في نطاق مناكفاتها الحزبية،وبالتالي أن حاجتها للأنتفاضة لا تختلف عن حاجتها في مراحل سابقة إلى حروبها مع اسرائيل في غزة،أي في سياق الاستثمار الحزبي ولعبة التحريك السياسي ،وهي تعبير جلي عن نهج الحركة المتواصل في مغامرات ورهاناتها السياسية ولو على حساب الدم الفلسطيني....بكلمة إذا لم تكن الانتفاضة وسيلة لتحقيق اهدافنا الوطنية من خلال تحسين وضع تفاوضي أو إعادة طرح القضية كأولوية في الاجندات الدولية والعربية، إذا لم تكن كذلك، بكل صراحة نحن لسنا بحاجة لها ،فالدم الفلسطيني غالي وليس رخيص للمغامرة به في توجهات لا ترتقي بالقضية ولا تصب في خدمة الهدف الوطني العريض المتمثل بدولة مستقلة في حدود واهداف واضحة وواقعية... بقلم الاسير ماهر عرار سجن النقب

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير