القدس مدينة ثنائية القومية؟؟؟ - بقلم:حمدي فراج

21.11.2014 12:03 PM

رئيس الدولة الجديد  "روبين ريفلين" ، عاتب على رئيس مخابراتها "يورام كوهين" الذي رفض فكرة رئيس وزرائها "بنيامين نتنياهو" من ان ابو مازن يحرض على العنف، ويقول: "صحيح انه لا يحرض على العنف ضد الاسرائيليين ، لكنه لا يطفيء مصدر الحريق"، وهو بهذا – رئيس الدولة – يقترب في موقفه من رئيس الحكومة، "صحيح انه استنكر المذبحة في هارنوف، لكنه لا يقول بلغة واضحة انه يجب عدم الانجرار وراء من يرمي الحجارة في الحرم في هذه المدينة ثنائية القومية والتي يجب ان تبقى كذلك ".

يأخذون على رئيس مخابراتهم تغريدة له خارج السرب، وكان الاولى لهم وأولى الاصغاء له، و الاولى الثانية الانصياع، الا اذا كانت هناك شكوك حول صدقه، وهذه مسألة غير قابلة للنقاش، على اعتبار انه يستند في معلوماته الى مراتب وقيادات تستطيع في كل لحظة ان تكشف عن تلاعبه في مجهوداتهم و معلوماتهم واستنتاجاتهم الاستخبارية.

وتكتمل الصورة التشويهية في مثلث اضلاعها، بالاعلام، حيث جاء في جريدة "اسرائيل اليوم" عنوان عريض "رئيس الشاباك أخطأ"، وربما سيطير خلال ايام او اشهر ، عليه ان لا يعارض رئيس الحكومة، حتى لو كان مخطئا، فهذه دولة ديمقراطية على الطريقة الغربية، ديمقراطية الشكل على حساب المضمون، وديمقراطية حرفية على حساب المعنى، ديمقراطية لا تتسع لأكثر من حزبين، يتناوبان الحكم كل اربع سنوات مرة.

في هذه الدولة، الديمقراطية، يقول رئيسها، ان القدس مدينة ثنائية القومية، وممنوع على سكان الضفة وغزة، زيارتها حتى لو كان للصلاة في مساجدها وكنائسها ايام الجمعة ، وومنوع حتى على ابنائها ممن هم دون سن الخمسين واحيانا الستين من دخول حرمها، ولكم من مرة رأيناهم يصلون في الشوارع، واخيرا تطور الحال الى اغلاق الحرم اغلاقا مبرما، وبلغ عدد الذين ادوا الصلاة في ظهرانيه سبعة مصلين فقط، الامر الذي ادى الى ان تتدخل الحكومة الاردنية تدخلا مباشرا وتستدعي سفيرها.

إن الثنائية القومية التي يتحدثون عنها في المدينة التي تشهد حالة من السخط والمواجهات السلمية وغير العنفية، مضى عليها زمن طويل من ضبط النفس والشعور بالظلم، وأدت الى أحداث أشد وقعا وألما وموتا، معظمها فردية، ستنسحب على كل البلاد، فما يحدث في القدس يحدث في الخليل ويحدث في بئر السبع ويحدث في نابلس ويحدث في عكا وكفر كنا، ويحدث في جبل المكبر وشعفاط  والعيسوية. كما كان قد حدث في حيفا و كفر قاسم والدوايمة ودير ياسين، او هارنوف، كما يحب رئيس الدولة ورئيس الحومة ورئيس الشاباك ان يسميها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير