وفد فلسطيني سياسي فى حفل..عجبي!!!!! رياض سيف

22.11.2014 12:56 PM

يبدو ان السياسة والسياسيين فى فلسطين مازالوا يحتلون المراتب المتقدمة فى كل مجالات الحياة , حتى لكأنهم اصبحوا عماد المجتمع الفلسطينى بالسيطرة على المجتمع بفنه وثقافته وعلمه وسلوكياته الاجتماعية والانسانية بينما انزوت فى الظل كل قصائد محمود درويش وفلسفة ادوارد سعيد وابداعات اجيال كانت ومازالت اعلاما فى كل المجالات المذكوره . حتى وصل بهم الحال بتمثيل فلسطين فى ندوات الشعر والفن والثقافة والعلوم بعيدا ان اي مشاركة لذي المعرفة بهذه العلوم واسرارها ..ولو كنت على ثقة انهم مؤهلون لحمل هذه الراية فى التمثيل من حيت امتلاكهم الادوات التى تمكنهم من الخوض فى غمارها اذن لعذرتهم . لكن المصيبة انهم يفتقدون لاقل المقومات الا كونهم مسئولين اهلتهم مراكزهم وكراسيهم ان يعتلوا هامات المبدعين , بل يلغونهم تماما من حسابات الوطن ,
تابعت على مدى يومين افتتاح مونديال القاهرة للاذاعة والتلفزيون الذي اقامه الاتحاد العام للمنتجين العرب  , فرأيت الوفود المشاركة تقوم على عماد مبدعيها من فنانين ومنتجين وذوي اختصاص بعنوان المونديال .. الا الوفد الفلسطينى الذي ضم كل ذي سياسي من مستشار ووزير وسفير ومتحدث رسمي ولم ار فنانا معتمدا او مبدعا متخصصا .- ماعدا اسم كان دائما خارج الدائرة , يسمى غسان مطر.ورد اسمه لتسليم جوائز فلسطين مع الوفد ولا اظنه كان موجود اصلا- . وكأن ارض فلسطين لم تنجب ما يستحق من هذه الوجوه , ولعل ما لفت نظري هو الكلمة التى القيت بأسم فلسطين والتى خلت من كلمة ابداع اوفن , بل اوغلت فى السياسة فى مدح القيادة المصرية  واستعراض تاريخ مصر المجيد ومكانتها بقيادتها وقدودها –ولعل هذا من واجب المضيف على الضيف – لكن الغريب والاغرب ان يتناسي ممثلنا القدس وما يجري على ارضها وفلسطين وما يدور على تخومها فى احلك لحظاتها المصيريه , واختصر المسألة (  اننا كفلسطينيين في ثباتنا وصمودنا وحبنا إلى أرضنا، ودعم أشقائنا متأكدين تماما من أن هذه الأمة بالرغم

من المخاطر ومن التحديات فإنها قادرة على أن تجتاز هذه المرحلة الصعبة)
وتوقعت فيما توقعت ان تكون هذه المناسبة مجالا لطرح ما يجري على الساحة الفلسطينية وخاصة فى القدس , ليس لغرض طرح سياسي بل لتوجيه اهتمام الكتاب والمنتجين والفنانين العرب  بان يقوموا بدورهم التاريخي فى تنفيذ اعمال درامية عن القدس , وتحملهم الامانة التاريخيه فى اشد المراحل خطورة على عروبة القدس . بل كان من المفترض القاء اللوم على المحطات العربية والمنتجين من تقصيرهم فى هذا الجانب على اعتبار ان الولوج فى الشأن الفلسطيني اصبح لدى المحطات والانتاج خطا احمر يضاف الى الثالوث المحرم فى الدراما العربيه ( الدين والنظام والجنس) .

وبغض النظر عن المسرحية الهزلية التى تمت فى تسليم جوائز فلسطين لمبدعين عرب والذي ينطبق عليها المثل الشائع – اللي مش كارو يا نارو- تبقى فلسطين مرهونة مادام مبدعوها وفنانوها فى ظلال النسيان والتهميش , بينما يعتلى المنابر اخرون كل مؤهلاتهم انهم سياسيوا الازمنة البائدة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير