اليوم العالمي لمرض الايدز وامكانية القضاء عليه؟ - بقلم:د.عقل أبو قرع

23.11.2014 10:50 AM

يصادف الأول من كانون الأول من كل عام  ما يعرف ب " اليوم العالمي لمرض الايدز" ، حيث يتم احياؤة هذا العام، اي عام 2014، تحت شعار " نحو عالم او جيل خال من مرض الايدز"،  ومنذ اكتشاف المرض قبل حوالي خمسة وثلاثين عاما، وبالتحديد في عام 1979،  تسبب فيروس الايدز في اصابة اكثر من 75 مليون شخص في العالم، توفي منهم حوالي  39 مليون شخص، ويقدر العدد الكلي للمصابين او المتعايشين مع مرض الايدز في الوقت الحاضر، بحوالي 35 مليون انسان،  وفي العام الماضي، اي عام 2013، توفي حوالي مليون ونصف المليون شخص بسبب الايدز في العالم، وتم تسجيل حوالي مليونان ومائة الف اصابة جديدة بعدوى فيروس الايدز.

وفي بلادنا، او بالادق في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع استثناء القدس التي يتم ادخالها من ضمن المعطيات الاسرائيلية لا تزيد عدد حالات الاصابة بمرض الايدز او حمل الفيروس عن الثلاثين حالة في الوقت الحاضر، وتقوم وزارة الصحة الفلسطينية بتقديم الدواء المجاني لهم والذي يمكنهم من البقاء على قيد الحياة، وكذلك تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، وتقوم الوزارة باجراء الفحوصات المخبرية اللازمة للمصابين،  وكذلك تقديم الفحوصات المجانية الطوعية  لاحتمال وجود فيروس الايدز في الدم لمن يرغب  من المواطنين، مع تقديم النصائح في هذا الصدد.

ويعتبر مرض الايدز من ضمن الامراض او الفيروسات التي ما زالت تقاوم وبل تهرب من الدواء، وتعمل على التحوصل ومن ثم الانطلاق مجددا اذا توقف العلاج، اي اذا توقف اعطاء الدواء، والدول او المناطق ومنها بلادنا، التي تتوفر فيها ادوية الايدز تعتبر محظوظة، لان هذا المرض ما زال يقتل ملايين الناس في المناطق التي لا تصلها او لا تتوفر فيها ادوية هذا المرض، وما زال يسبب كوارث صحية واقتصادية واجتماعية.

وقبل عدة اشهر، تم نشر نتائج دراسة، تعطي بارقة امل لاحتمال توفر لقاح او طعم او مصل للقضاء على الفيروس اسوة بفيروسات امراض اخرى تم القضاء عليها ومحاصرتها، ومنها على سبيل المثال فيروس شلل الاطفال، وهناك توجة لاجراء المزيد من الابحاث على هذ اللقاح، وعلى اعداد اكبر من المصابين خلال السنوات القليلة القادمة، واذا نجحت هذه التجارب على اللقاح الذي يحفز المريض او المصاب بالفيروس على انتاج خلايا مناعية تقضي على الفيروس، واذا وتم الايفاء بشروط ابتكار الادوية، فمن المتوقع وجود لقاح ضد فيروس الايدز خلال الخمس سنوات القادمة، وان تم ذلك، فأن هذا سوف يعتبر من اهم الانجازات الطبية الحديثة التي لا يمكن تجاهلها لسنوات قادمة. 

وبالاضافة الى ذلك ‘فأن هنااك دراسات اظهرت فعالية البدء باعطاء العلاج المبكر في حال اكتشاف الاصابة لحاملي الفيروس، في الحد من انتشارة وفي التقليل من تكاليف العلاج، وحتى هناك توجة عند منظمة الصحة العالمية بالتوصية بأعطاء ادوية الايدز المتوفرة حاليا بشكل وقائي، وخاصة الى الاطفال او الاشخاص الذين يتعايشون مع المصابين بالفيروس، ولكن تبقى المعضلة، وخاصة في الدول الفقيرة التي توجد فيها معظم حالات الايدز، هي في عدم توفر الادوية الكافية وبالسعر الملائم، وهذه  المعضلة وبالاضافة الى انها مسؤولية الدولة حيث يتواجد المرضى، فأنها تعتبر مسؤولية عالمية انسانية؟

ومعروف ان فيروس الايدز ينتشر عن طريق العلاقات الجنسية، فهو ينتقل من الزوج اذا كان مصاب الى الزوجة وبالعكس، والفيروس يبقى ويترعرع وبالتالي يتكاثر داخل مناطق الاتصال الجنسي، لذا فأن العلاقات الجنسية العديدة وغير الشرعية وغير الطبيعية تساعد في انتقال الفيروس من شخص الى آخر، والفيروس اذا وصل الى المرأة الحامل ، فأنة من المحتمل ان ينتقل الى الجنين وبالتالي يصاب الجنين بالايدز.

والطريقة الأخرى التي ينتقل من خلالها " فيروس الايدز" هي عن طريق نقل الدم، وبالتا لي فأن معرفة مصدر الدم، وجودته قبل نقلة أو حتى تخزينه هو بالأمر الحيوي، وهذا يتطلب إجراء الفحوصات الضرورية، وتوخي الحذر قبل عملية النقل، لأنة وإذا كان الهدف من نقل الدم هو المساعدة في شفاء مريض وربما من مرض ليس بالخطير ، فأن نقل دم ملوث بفيروس الايدز قد يكون مميتا.

وينتقل فيروس الايدز كذلك عن طريق استخدام الإبر الملوثة بالدم، وخاصة حين تستخدم لحقن المخدرات والأدوية، وهذا يفسرارتفاع اصابة مدمني المخدرات بفيروس الايدز، والأمر المهم هنا هوعدم استعمال الإبر مجهولة المصدر، وكذلك عدم استخدام الإبر غير المعقمة وخاصة في العيادات والمستشفيات ، والاهم كذلك هو التخلص من الإبر المستعملة، بشكل لا يمكنها الوصول إلى أيادي تسئ الاستعمال وخاصة الأطفال.

وفي ظل الصورة القاتمة لمرض " الايدز" ، فأن الوقاية من المرض ومنع انتشاره تبقى الوسيلة الأنجع لتحجيمه ومحاصرة اثارة،ومعروف ان فيروس " الايدز" ينتشر من خلال وسائل معينة، ومعروف ان هذه الوسائل يمكن تحديد بيئتها وظروفها، ومعروف ان التوعية والإعلام والتواصل وإيصال الرسالة وبوضوح وببساطة حول هذة الوسائل هو عنصر من عناصر الوقاية.

ورغم عدد الحالات المنخفض المعلن عنها في بلادنا، الا انة يجب التذكراننا نحيا في مناطق ليست جميعها تحت السيطرة الفلسطينية، ويجب التذكر الاعداد الكبيرة من متعاطي المخدرات وخاصة في القدس ومناطقها، وفي نفس الوقت تذكر ان المئات بل الالاف من العمال الفلسطينيين يعملون وقد ينامون ويمكثون لفترات طويلة داخل اسرائيل، وما يترتب على ذلك من احتمالات الاصابة بفيروس الايدز، ومن ثم نقلة الى افراد العائلة، وما لذلك من تداعيات على الاسرة والبلد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير