حقي في التعليم والعمل! .. بقلم :تمارا حداد

24.11.2014 09:01 AM

رام الله - وطنالصم والبكم فئة اجتماعية كسائر البشر لها إحساسها وكيانها وتفكيرها بل العكس يكون أكثر إحساسا من غيره وقد نجد منهم من يملك أكثر علما وتقدما من غيرهم وقد يمتلكون نقطة ضوء يتميزون بها والتي يجب أن يكتشفها ممن حولهم حتى تضيء الأرجاء من حوله.فليس هناك خلل في الصم والبكم ولكن هناك مجتمع يعيق هذه الفئة من ذوي الاحتياجات السمعية.فكما نعلم أن الهيئة العامة للأمم المتحدة وجميع المعاهدات كفلت لهم حقوقهم ضمن نصوص أقرت بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولذا نحتفل في الثالث من الكانون الأول من كل عام باليوم العالمي لمثل هذه الفئة.ولكن ضمن مشاركتي لهذه الفئة عن طريق لغة الإشارة وهذه اللغة هي وسلة التواصل الغير صوتية يستخدمها ذوي الاحتياجات الخاصة سمعيا,سمعت منهم بعض المشاكل التي يعانون منها هؤلاء الأشخاص فتقول أسمهان عصفور مدربة لغة الإشارة ومعلمة الصم ومترجمة والتي في مدرسة الاتصال التام في الهلال الأحمر تقول أن هدفها من لغة الإشارة هو نشرها حتى تخلق جسر من التواصل مع فئة الصم والبكم وبين المجتمع المحلي ولتحقيق الدمج التام والعدالة والمساواة وإعطاء فرص لكل الشرائح لهذه الفئة والتي تبلغ عددهم 22 ألف شخص في الضفة والقطاع فتقول أسمهان أن المشكلة الأساسية في الصم والبكم هو عدم التشخيص المبكر من قبل الأسرة لطفلهم وقد يكون خلل في عملة السمع وراثيا ولكن أوضحت أن المشكلة الأكبر هي النظرة المجتمعية الخاطئة لهؤلاء الأشخاص وعدم الوعي لكيفية التعامل معهم فهم جزا لا يتجزأ من المجتمع المحلي ومن مكونات الهوية الداخلية لهذا المجتمع,وقد أشارت أن هناك مشكلة للطلاب الذين يتخرجون من الهلال فبعد تخرجهم من التوجيهي ونجاحهم فهم يذهبون  للجامعات والكليات لإكمال دراستهم ولكن لا يكملوا وذلك بسبب انه لا يوجد مترجمين لغة إشارة في الجامعات فمثلا تذهب أسمهان وغيرها من المتطوعات إلى جامعة بيرزيت للتطوع من اجل ترجمة لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية وتقول أن جامعة القدس المفتوحة وكلية فلسطين تحتاج لمترجمين لغة الإشارة حتى يستطيعوا ترجمة ما يقوله ذوي الصم والبكم.لذا تناشد أسمهان وزارة التربية والتعليم العالي أن يوفروا مترجمين حتى يخففوا علهم عبء وحتى يستطيعوا ذوي الصم  أن يكملوا دراستهم بشكل كامل.وتقول أن هناك لقاء بين الهلال الأحمر ووزارة التعليم العالي حول إدراج فئة الصم والبكم في الجامعات والكليات وان تكون هذه الفئة ضمن خططتهم السنوية فتقول بما إن الجامعات وفرت البريل للإعاقة البصرية فعليها توفير مترجمين للغة الإشارة لذوي الصم وتقول أين التعليم الجامع الذي يوفر لهم ما يلزمونهم للاندماج الحقيقي ضمن هذا المجتمع ؟وتقول أن طالباتها اللواتي تخرجن من الجامعات لا يتوفر لهن فرص عمل بل العكس يتخرجن من كليات تربية الطفل ليعملوا في تقديم القهوة وذلك بحجة إنها لا تستطيع التواصل التام بينها وبين الأشخاص العاديين فأي ظلم يعيشون مثل هذه الفئة؟وتطالب بتوفير كادر ذو خبرة وان تكون أكثر من أخصائية نطق ضمن عملهم لتقديم مجهود يناسب عدد كبير من الطلاب .تقول أن هناك مساعدين فمثلا حنان مجاهد أبو خليل هي موظفة وتقدم الكثير من الدعم والإسناد لمثل هذه الفئة بل تعلم الأشخاص العاديين لغة الإشارة حتى يتم نشرها بشكل أوسع ويصبح أكثر تواصل لفئة الصم والبكم أما فداء عنقاوي فهي متطوعة تعمل على نشر مثل هذه اللغة  وذلك رغبة وتطوعا من ذاتها ويساندهم إبراهيم أبو عمرية الذي بادر بنفسه لتعلم لغة الإشارة لمستواها الثالث حتى يستطيع دعم هذه الفئة .

لذا يجب إنشاء رياض أطفال لهم وإنشاء صفوف مدرسية ودمجهم بالمدارس الحكومية وتوفير ضمن المدارس مترجمين لغة إشارة ودمجهم بالأنشطة المهنية ومساعدة الأهالي بتقديم العون لمن لا يستطيع توفير سماعات لأطفالهم تامين فرص عمل تناسب درجة العجز عنهم وتوفير بيئة مناسبة لتحفيزهم على المساهمة لبناء وطن وحضارة أكثر تقدما ويجب وضع الأساس المتين لبناء مستقبلهم المشرق والواقع في آن واحد ويكون لهم آفاق كثيرة يمكن أن يفتح لهم أبواب المستقبل ومن اجل بث الإحساس بالوجود الحقيقي والثقة بالنفس ونخط لهم معبرا أكثر عمقا لحياتهم..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير