الشباب الفلسطيني يتمتع بروح ريادية عالية .. بقلم القنصل الأمريكي العام في القدس مايكل راتني

24.11.2014 09:02 AM

رام الله - وطن:  ما من أحد يود أن يبدأ بعمل تجاري فإنه بالتأكيد يهتم بما سيحمل له المستقبل، ولعله يبدأ بفكرة غير واضحة المعالم. ولكن فانه من المؤكد ان بعض هذه الأفكار تتحول لاحقا لعمل أو مشروع تجاري حقيقي أي إلى شركة حديثة التأسيس. وبعد ستة أشهر أو أكثر أو ربما بعد سنة تصبح هذه الشركة أو المشروع عملا تجاريا قائما. وبالتالي يقوم بتوفير فرص عمل لبعض الفلسطينيين المميزين والمتحفزين في الضفة الغربية والقدس وغزة والذين ايضا يتطلعون لمستقبل افضل.

اليوم هو اليوم الختامي للأسبوع العالمي للريادة لعام 2014 وهو حدث عالمي للإحتفال بالمبتكرين وأصحاب الأعمال الذين ينشئون مشاريع وشركات ويعملون على تطوير الإقتصاد العالمي كما يعملون على خلق مستقبل إقتصادي أفضل لكل الأمم. من خلال عملي في القنصلية الأمريكية العامة في القدس رأيت أن الروح الريادية كبيرة وسائدة لدى الشباب الفلسطيني، ونحن في القنصلية العامة مصممون على دعم هذه الروح وعلى تقديم كل الموارد التي تحتاجها لتزدهر وتنمو.

قمنا هذا الأسبوع بإرسال وفد فلسطيني من 15 مشاركا لحضور القمة العالمية للريادة في مراكش بالمغرب. ولقد كان الوفد الفلسطيني أحد أكبر الوفود المشاركة في القمة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام. أود أن أذكر أن أصغر مشاركين في الوفد الفلسطيني هما محمد حصارمة (15عاما) وعمر بشتاوي (16 عاما) كانوا من أفضل الطلاب المشاركين في مسابقة برنامج العلوم والتكنولوجيا والريادة التي تنظمها مؤسسة النيزك وتمولها القنصلية العامة وتعرف بSTEP.

ضم الوفد سبعة فلسطينيين من غزة من بينهم مريم أبو عطيوي مؤسسة شبكة تواصل إجتماعي لخدمات سيارات الأجرة في غزة. مريم كانت واحدة من ألمع المشاركات في برنامج آخر تموله القنصلية العامة وهو برنامج البيت الفلسطيني في سيليكون فالي.

يوم الخميس الماضي في إفتتاح مسابقة نهاية الأسبوع للشركات حديثة التأسيس Ramallah Startup Weekend، أعلنت أن القنصلية العامة ستمول العام الثاني من برنامج البيت الفلسطيني بحوالي 290000 دولار لتمكين الفلسطينيين المميزين في الضفة الغربية وغزة من الحصول على فرصة للذهاب إلى كاليفورنيا لمعرفة كيفية البدء بشركات ومشاريع ناجحة في قطاع التكنولوجيا والمنافسة في السوق العالمي.

كما أعلنا أيضا عن دعم بقيمة 300000 دولار لمشروع مشترك بين جامعة إنديانا في الولايات المتحدة وجامعة بيت لحم في الضفة الغربية حيث سيعمل طلاب الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة إنديانا مع طلاب إدارة الأعمال في جامعة بيت لحم لأكثر من 18 شهرا لتقديم الإستشارة للشركات والمشاريع الفلسطينية التي لديها قدرة على النمو. كما ستعمل جامعة إنديانا مع جامعة البوليتكنك في الخليل لدعم مشروع حاضنة المشاريع في الجامعة. بالإضافة إلى ذلك فقد أسسنا شراكات مع الغرف التجارية في حلحول وجنين لدعم برامج تدريبية للنساء اللواتي يدرن مشاريع وشركات صغيرة وشباب يريدون أن يصبحوا رياديي أعمال.

عملت المبادرة الأمريكية للشراكة الشرق أوسطية MEPI مع إذاعة نساء إف إم أيضا لإنتاج برنامج إذاعي بعنوان "في الريادة" يركز على النساء الرياديات الفلسطينيات.

في كل مكان بالعالم يعتبر القطاع الخاص المحرك للنمو الإقتصادي وليست الحكومة. فتأسيس المشاريع والشركات وخلق فرص عمل يعني أن المزيد من الناس بإمكانهم عيش حياة كريمة.

في القمة العالمية للريادة التي عقدت العام الماضي في ماليزيا قال وزير الخارجية جون كيري أن دعم الإبتكار والتصميم هوعنصر أساسي في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية. وهذه مقولة صائبة جدا اليوم. الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة دعم نمو القطاع الخاص الفلسطيني وبتشجيع الإقتصاد الفلسطيني على النمو وبخلق فرص عمل جديدة.

في هذه الأوقات التي نعيشها ونمر بها اليوم، يصبح عندي الكثير من الأمل حين أرى أننا نستطيع العمل مع الشباب الرياديين الفلسطينيين الذين يتطلعون للمستقبل. نحن نستطيع مساعدتهم على النجاح بطرق لن تفيدهم وعائلاتهم فقط بل تفيد الجميع. فالهدف الذي نسعى إليه هو تحقيق مستقبل أكثر إشراقا للمجتمع الفلسطيني.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير