كتاب الى الاخ الرئيس ..

26.11.2014 01:04 PM

كتب: رياض سيف

مايجري على ارض فلسطين من ردة ممثلة بمحاولة تكميم الافواه وملاحقة كل ذي رأي هو اخطر ما توصلت اليه بوصلة بعض المسئولين الذين قفزوا الى منصات القرار لا لكونهم على قدرها , بل لكونهم من البقايا العابسه التى تفتعل الرصانة والجدية ,وتراها فى عواصم اخرى تمارس حل ربطات العنق لتنطلق فى فضاء الخمر والنساء .

فما كان مسموحا من ابداء الرأي او مساحات الابداع , اصبح فى هذا الزمن كارثيا على كل من يقول كلمة حق , او يبدع فى قول او فعل سواء كان صحفيا او فنانا او مقدما لبرامج , او صاحب رأي يسؤه ما يراه من تجاوزات للبعض هي ضد الانسان والوطن .

ولعل حاشية السلطان التى تخاف على مناصبها ومراكزها ومميزاتها التى استحقتها بموجب التقادم والتى لاتملك من الادارة او المعرفة او الكفاءة مايملكه بعض العاملين فى دائرتها , تحاول ان تمسك بالعصا الغليظة لتوقف زحف الابداع , وتمنع الكلام بالخروج من الحلق , بل وبسلطتها تطارد كل من ترى في نيته ان يكون انسانا حرا وطنيا بالكلمة والنصيحه.

شخصيا انا ممن يحترمون ويقدرون الرئيس ابومازن , واحترم كلمته (الحرية فى فلسطين سقفها السماء) , واكثر من ذلك اعلم اي موروث ثقيل حمله بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات , ولعلي اكثر الناس تفهما لارادته فى بناء دولة عبر مؤسسات واثقه ومستقره على حساب فوضى عارمه كانت تجتاح البلاد من جنوبها حتى شمالها , وكنت من المعجبين بخطواته الثابتة فى سحب امتيازات من لا امتيازات له فى تملك الاراضى فى مواقع حساسة من مدن الضفة , بل زد على ذلك وقفه لنزيف المال الذي كان يوهب للحاشية والمقربين , بينما العامة لهم الله .

فالمقولة التى كان يذيل بها طلب المال من بعض المنتفعين الذين تعودوا ان لا ترد طلباتهم ( بيكفي تسولا ) على بساطتها كان تعتبر تحولا نحو توجيه المال فى مكانه الصحيح , ولا انسى ما كانت عليه البلاد من فوضى ورعب ليس من الاحتلال فقط وانما من بعض الملثمين الذين كانوا يعيثون فى الارض فسادا , وبدعوى الوطنية كانوا يفرضون الاتاوات على التجار والناس , واذكر احد تجار الذهب حين جاء يشتكى من الوضع الذي يعيشه وزملاءه , وحدثنى انه اذا ما فرض عليه اتاوة وقام بدفعها يعتبر فى بياناتهم رجل الثورة الحقيقى , واذا ما تخلف عن الدفع اصدروا فيه بيانا بأنه عميل ويباح دمه .

واذكر حادثتان حصلتا بوجودى فى شوارع رام الله , الاولى حين كنت فى شارع ركب , وتفاجأت باطلاق نار بين فريقين فى وقت الذروة لخلاف بين فصيلين او جهازين والناس يتراكضون هنا وهناك وانا بينهم اتقاء من رصاص طائش , والفاعل مجهول .

واذكر ايضا فى احدى الاحتفالات بذكري النكبة على المنارة حيت تواجد قياديوا الفصائل وجمع غفير من الناس , دخل احد الملثمين الساحه نظر فى الوجوه وسحب اقسام رشاشه ليطلق صليات متواصله فى الهواء وسط ذهول الاحتفال , ويمضي ثم يعود مكررا اياها والامن يقف ينظر الى الامر دون ان يحرك ساكنا , وبعد انتهاء الاحتفال الذي فض قبل اوانه , سألت الاخ الكبير المرحوم صخر حبش ابو نزار , ما الذي يجري ؟ ومن هذا الملثم ؟ وكيف لايحرك الامن ساكنا ؟ ابتسم لى وقال قد يكون كتائبيا او موسادا او اي شئ من هذا القبيل . اما لماذا لم يتعرض له احد , فالامر فى غاية البساطه حيث من السهل عليه ان يعمل رشاشه فى كل مسئولى الفصائل والجموع , والنتيجة الفاعل مجهول .

هذا ما كان عليه الامر لا أمن ولا امان , وانتهى كل ذلك واعترف , والمؤشرات تدل على انه اذا لم يكن هناك امانا من قبل المحتل فليكن امانا للناس فى بيوتهم وحياتهم ..

كل هذا واكثر حصل . لكن الشئ الذي بقي على حاله هو تلك التركة من بعض الشخوص التى تنفذت وتطاولت وامتدت فى كل مجالات الدولة لتصبح الراعية لكل مناحي الحياة السياسيه والثقافية والفنية والاعلامية والانسانية , حتى تحكم السياسيون بقوت الناس وثقافتهم وابداعهم واعلامهم واصبحوا قيمون على القرار بتكميم الافواه والتلويح بالثواب والعقاب .

يوسف الشايب . منال سيف . بسام ذكارنه . عبدالرحمن اسعد الظاهر , امثلة لضحايا الرأي والابداع . ونموذج حي لمحاولة البعض من المتسلطين  بالوصول بسقف الابداع الى مادون الصفر ,

صحفي ومقدمة برامج تلفزيونيه , ونقابي , وفنان . الاول كتب عن فساد , والثانية نجحت فى برنامج وطني , والثالث طالب بحقوق من ءأتمنوه على حقوقهم, والرابع قال كلمة لم تصل الى القدح والذم مثلما وصل اليه برنامج وطن على وتر , ولانه ليس مدعوما من قوة سياسيه فرض عليه التشرد .

فرمانات ادعياء المراكز وجهلة المعرفة ممن يظهرون عبوس الجد فى مواقعهم ويمارسون فك اربطة اعناقهم فى الخارج جعلتهم مدانين ومطاردين ¸ ولعلي اكون على القائمة ايضا فمن يدري  وهذا ان كان يخيف البعض . فهو لايهز لي جفنا , لاني اعرف موقعى تماما , وموقعي دائما وابدا فلسطين . 

فيا سيدي الرئيس .. تركتك ثقيله ببعض هؤلاء المتسلقين . ولتكن كلمتك  الاخيره فى ان يحترم الجميع مقولتك ( سقف الحرية السماء) . ونحن ندرك حدود الحرية .. اما من نصبوا فى غير اماكنهم لايدركون سوى مصالحهم حتى على حساب الوطن .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير