المشفى الكويتي وملائكة الرحمة .... والتبرع بالأعضاء

28.11.2014 01:58 PM

وطن - كتب: جهاد حرب

(1)   المشفى الكويتي وملائكة الرحمة
يفتخر كل فلسطيني عندما يرى أن مؤسسة قطاع عام أو بالأحرى أن مستشفيا حكوميا قادرا على اجراء عمليات جراحية متخصصة كزراعة الاعضاء ونجاحها؛ فلا تتوفر المعدات اللازمة فيه فقط بل أيضا تتوفر  الامكانيات البشرية الفلسطينية من اطباء ومتخصصين قادرين على اجراء  هكذا عمليات متخصصة.

كما يفتخر  بوجود ملائكة الرحمة "رجالا ونساءً" الذين بدونهم لا تكتمل اي عملية جراحية ودون عنايتهم ورعايتهم لما استفاد احد من نومه او جراحته، هذا الامر دون انقاص طبعا من مهارة وقدرة علم أي طبيب في المشفى أو خارجه. ولو كنت قادرا على كتابة الشعر لكتبت قصيدة على غرار قصيدة شاعرنا العظيم ابراهيم طوقان "ملائكة الرحمة" أو لإعادة صياغة هذه القصيدة، التي نظمها قبل تسعين عاما، لتشمل الممرضات والممرضين. وذلك لتفانيهم في عملهم وابتسامتهم وحسن تعاونهم وإنسانيتهم مع المرضى دون اعتبار لمكانتهم أو جنسهم أو  نوع مرضهم.

يضاهي المشفى الكويتي "قسم جراحة القلب والجراحات التخصصية في مجمع فلسطين الطبي" في خدماته مستشفيات القطاع الخاص سواء في الادارة أو الخدمات الطبية أو الرعاية أو النظافة، وربما افضل من عدد كبير من تلك المستشفيات.  هذا يعني أن المشافي الحكومية يمكن لها ان تكون او هي قادرة على تحسين خدماتها وصورتها امام المراجعين. كما أن هذا الصرح الطبي يحتاج منا مجتمعا وحكومة مزيدا من الدعم والعناية من أجل ليس فقط المحافظة على خدماته بل ايضا تطويرها وفتح مزيدا من النجاحات في مجال زراعة الاعضاء.

وربما الاشكال الوحيد في عمل المشفى هو عدم تنظيم محبة الناس أي فتح الزيارات طوال الوقت مما يعمل ارباكا لعمل الطواقم الطبية المختلفة والمرضى خاصة في الغرف المشتركة. صحيح أن محبة الناس كنزٌ  لا يفنى وهي ذخيرة المواطنين ويحتاجها كل مريض لكنها في المشفى تحتاج الى تنظيم وإدارة بحيث تخفف من الاعباء على المشفى وخدماته وتتيح في الوقت نفسه التعبير عن المحبة بشكلها الواسع.

(2)  التبرع بالأعضاء
عادة الكتابُ يعبرون في كتاباتهم اما عن مواقف وآراء أو  عن تجارب خاضوها أو خاضها افراد عائلاتهم أو اصدقائهم، وهي  بالتالي تمنح كتابتهم بُعدا انسانيا و/ أو  تفتح افاقا لعرض تجربة أو  مقترحا أو دعوة لتفعيل أو  للبدء بأمر جديد.
لكن التجربة التي خضتها والقصص التي سمعتها أثناء مكوثي في المشفى عند اجراء العملية الجراحية حول التبرع بالأعضاء تمثل عظمة الانسانية التي يتمتع بها الانسان الفلسطيني؛ ففي عائلة واحدة تبرعت أختين  لانقاذ اخوتهم بزراعة الكلى، وأبن لامه، وأم لابنها وهي من تجمعات سكنية فقيرة أو مهمشة لكن انسانيتهم تفوقت على الفقر  وعلى الجهل لمنح احبائهم الحياة التي منحنا الرب اياها. وعظمة الفعل هي جزء من عظمة الله الذي وهبنا هذه الحياة وقدر  فيها لتعظيم الانسانية. علميا جسم انسان واحد عند موته يمكن ان يعيد الحياة لتسعة اشخاص يحتاجون الى زراعة أحد الاعضاء ويمنحهم القدرة على اعادة فاعليتهم في المجتمع.

حتى الان لا تتوفر لدي معلومة دقيقة حول تسجيل أو مكان تسجيل للتبرع بالأعضاء البشرية في فلسطين.
لكن بإمكاننا القول إن انسانيتنا يمكن ان تتعاظم عند منح الحياة ليس فقط لأحبائنا الاقربون بل لأبناء مجتمعنا وربما أبعد من ذلك للبدء في انشاء مركز  للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة أو في حالات الموت السريري وبدء حملات توعية للتسجيل وتطوير انظمة متكاملة لسهولة الوصول في حال توفر  الاعضاء لمن يحتاجون إليها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير