هل يوجد لدينا خطة لتحديد مستوى تلوث الهواء؟ - بقلم : الدكتور عقل أبو قرع

18.12.2014 10:49 AM

حسب الخبراء والمختصين، فأن الإنسان يستطيع البقاء دون طعام لعدة أيام ولكنه لا يستطيع الاستغناء عن الهواء الجيد ألا لدقائق معدودة وبالتالي يجب أن يكون الهواء صالحاً للاستنشاق ولا يحتوى على ملوثات من شأنها أن تسبب إضرار بالصحة العامة سواء على المدى القريب أو البعيد، و يستطيع الهواء أن يحتفظ بمكوناته في الظروف الطبيعية وحسب دورة الحياة في النظام البيئي، فالنبات مثلاً يأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو ويحتفظ بالكربون ويطلق الأوكسجين وتتنفس الكائنات الحية الأوكسجين.

وكان قد تم قبل عدة اسابيع نشر تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول تلوث الهواء في دول مختلفة في العالم، حيث اشار الى ان اسرائيل تعتبر من اكثر الدول في العالم او في قمة اللائحة من حيث تلوث الهواء بالملوثات المختلفة، وبالاخص تلك الناتجة من المصانع او محطات الوقود، وبالطبع فأن الهواء الملوث لا يعرف الحدود وقد يصلنا في اي وقت، ولا نعرف مستوى فلسطين في اللائحة لانة لم يتم ادخالها في الدراسة وفي عملية الفحص.، ومعروف ان تلوث الهواء لة تداعيات على الصحة والانتاج الغذائي وتلوث البيئة والتغيرات المناخية التي تحدث من حولنا. 

ويزداد هذا التلوث حين تزداد وتيرة التنمية والنمو، وفي بلادنا ورغم اننا لسنا بالبلد الصناعي، الا ان عدد المصانع وبالاخص السيارات في ازدياد متواصل، وخاصة في المدن الكبيرة، وتستطيع أن تلمس ذلك وبوضوح اذا دخلت او خرجت من مدينة رام الله في صباح احد الأيام ، ولا أعلم أو لا اعتقد إننا نقوم بفحص دوري لجودة عينات من الهواء في بلادنا، سواء في المدن او احياء محددة من المدن حيث تتركز الحركة ونشاط السيارات والصناعة والبشر .     

ومعروف إن التلوث الهوائي لا يمكن السيطرة عليه بعد خروجه من المصدر لذا يجب التحكم به ومعالجته قبل خروجه إلى الجو، كما أنه غالبا ما يكون لا يرى بالعين المجردة بالإضافة إلى أنه متعدد المصادر. كل هذه الصفات تجعل من تلوث الهواء القضية البيئية الكبرى ونحن في بلادنا ومع مرور الوقت ربما لسنا بالبعيدين عن ذلك، ومن اهم مصادر تلوث الهواء استخدام الوقود لإنتاج الطاقة، ووسائل النقل.

ومن ملوثات الهواء على سبيل المثال غاز أول أكسيد الكربون، الذي ينتج عن عملية الاحتراق غير الكامل، وهو غازسام، ويبقى على حالته هذه في الجو لفترة زمينه محددة قبل أن يتحول إلى غاز ثاني أكسيد الكربون الأقل ضررا، وفي بعض الأحيان يكون الملوث الثانوي أكثر ضررا من الأولى، مثلا الأمطار الحامضية وهي تعتبر ملوثات ثانوية يكون لها ضرار أكبر على البيئة من الملوثات الأولية كثاني أكسيد الكبريت، وكذلك فعند تفاعل بعض الملوثات الأولية مثل أكاسيد النيتروجين  والهايدروكربون مع أشعة الشمس وبوجود بخار الماء ينتج عنه ملوثات ثانوية أكثر سلبية على البيئة مثل غاز الأوزون .

ومن ضمن الملوثات الأخرى عنصر الرصاص، حيث يضاف او ما زال في بعض الاحيان  يضاف إلى وقود السيارات، حيث يخرج الرصاص من عوادم السيارات إلى الهواء محدثاً تلوثاً به وخاصة في المدن المزدحمة، وأضرار الرصاص عديدة، ومنها الصداع والضعف العام وقد يؤدي للغيبوبة وإلى حدوث تشنجات، وقد يسبب التخلف العقلي لدى الأطفال، وقد يؤدي تراكمه في الأجنة إلى تشوه الجنيين وإلى إجهاض الحوامل، ولهذه الأسباب فأن كثيراً من الدول تنبهت لذلك وبدأت تستخدم بنزين لا يحتوي على الرصاص للتقليل من مخاطر تلوث الهواء بالرصاص، ومن ضمن ملوثات الهواء الأخرى المركبات العضوية مثل مركبات الكلورفلوروكربون، حيث تنتج هذه المركبات من صناعات عديدة وكذلك تستخدم مركبات الكلورفلوركربون على هيئة سائل في أجهزة التكيف والتبريد، كما أن الحرق غير الكامل للنفايات المنزلية يؤدي إلى انتشار هذه المركبات في الجو.

ورغم إننا لسنا بالدولة الصناعية الكبرى، الا إننا نعيش ونمارس نشاطنا في بقعه جغرافية ضيقه ومع مصادر طبيعية محدودة، لذا فنحن لسنا بالبعيدين عن تلويث الهواء وأثاره، وهذا يعني اهمية وجود برنامج من حيث الاهتمام بتلوث الهواء سواء من خلال إجراء الفحوصات والرقابة الدورية، اوسن القوانين والتشريعات الملزمة، وكذلك الاهتمام بالتوعية واستخدام وسائل الإعلام لهذا الغرض.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير