رسالة مفتوحة لحركتي فتح وحماس

19.12.2014 08:22 AM

وطن - كتب:سامر عنبتاوي:لم يعد هناك مجال للمجاملة ..ففلسطين على المذبح ...لا شك ان تعافي القوى الفلسطينية يصب في تعافي القضية و تحديد البوصلة و استرداد الشعب لما ضاع منه من فسحة الامل و القناعة و التمسك بالثوابت و العمل في مواجهة المحتل .. فلا تباين المواقف و لا الانقسامات و لا اضعاف او ترهل اي حركة فلسطينية يصب في مصلحة الوطن و لا اخفاء الرأس في الرمل و الابقاء على التراجع في المواقف و العمل ايضا يصب في هذه المصلحة..و اخص هنا كبرى الحركات الفلسطينية ..حركتي فتح و حماس ... و بكل صراحة وحرص و دون اي موقف مسبق بل من مبدأ الحفاظ على ما قدم من التضحيات و المباديء و كذلك ابقاء راية العمل الوطني مرفوعة في مواجهة كل المخططات.

و لنبدأ بحركة فتح ( حزب السلطة في الضفة) ..حركة فتح بتاريخها النضالي ..و بما قدمه ابنائها من تضحيات ...تلك الحركة التي تصدرت النضال الوطني منذ الستينات و قدمت قوافل الشهداء و الاسرى و المبعدين ..نجدها الآن و هي على ابواب مؤتمرها السابع على مفترق طرق لا يؤثر على الحركة فقط بل على مجمل القضية الفلسطينية ..كيف لا و هي بهذا الحجم و التأثير ,, و هي تمتلك الحكم في الضفة و لا شك ان هناك اكثر من توجه و رؤيا داخل الحركة بدءا بالموقف الذي يؤمن بالعملية السلمية بقوة و يدافع عنها و و ينتهج نهج التفرد في المواقف..و الموقف الذي يؤمن بمباديء الحركة في المقاومة و التحالفات الوطنية ..و مرورا بحالات الفصل للاعضاء المرتبطين بالطرف الذي يمثله محمد دحلان المعزول بقرار اللجنة المركزية ...و هذه التباينات و الاختلافات تؤثر على اداء و عمل الحركة و تهدد بانقسامات داخلية لا يتمناها الا اعداء الوطن و الحركة و تشكل ضبابية في المواقف و النشاط.

وهذه المواقف و الخلافات بدأت بالظهور بشكل واضح و علني في الاعلام و على مستوى الشارع و لا يستطيع انكارها او تجاهلها الا من لا يريد حلها و الخروج منها نحو استعادة الحركة وحدتها و تحديد البرنامج و الاهداف.

و ليس الامر في حركة حماس باحسن من هذا الحال فحركة حماس التي انبثقت من رحم حركة الاخوان المسلمين و انتهجت نهج المقاومة في العام 1987 بعد انطلاق الانتفاضة الاولى ...و سارت على درب المقاومة و قدمت ايضا الشهداء و الاسرى و المبعدين و امتدت و تنامت جماهيريا لتنافس حركة فتح على القيادة و اصبحت هي ايضا (حزب السلطة في قطاع غزة) و نرى ايضا داخل حركة حماس 3 توجهات واضحة للعيان و بقبول و تعايش مع الامر من قيادتها لسببين في رأيي ..الاول لرغبة القيادة في الحفاظ على و حدة الحركة خشية من الانقسامات ...و لرغبة باستمرار القنوات المفتوحة مع الدول الاقليمية ...و نستطيع حصر هذه التوجهات باختصار بالتوجه المقاوم و المرتبط ب قوى المقاومة في المنطقة مدعوما من ايران و بعلاقات مع حزب الله ...و التوجه الثاني البراغماتي و المؤمن بعلاقات جيدة مع مصر للحفاظ على المصالح داخل القطاع و لقناعته بدور مصر الاقليمي و حسن الجوار ...اما التوجه الثالث و هو المرتبط بحركة الاخوان الام و ضرورة الترابط معها و الحفاظ على علاقات مميزة مع تركيا و قطر. و هنا الامر ايضا واضح و جلي و من لا يراه او يعترف به فهو يرضى للحركة البقاء على ادارة الخلافات دون حلها ..و التي تهدد ايضا بانقسامات ...ليست في صالح احد.

هاتان الحركتان الكبيرتان قادتا الانقسام الذي عصف بالشعب الفلسطيني منذ سبع اعوام و اثر على مجمل القضية و الاداء الوطني و كافة نواحي الحيا ة في المجتمع الفلسطيني ...هذا الانقسام الذي اصبح يتجذر اكثر فاكثر يوميا lليصبح عاموديا يضرب المشروع الوطني في الصميم ...هاتان الحركتان اصبحتا الآن امام تحديات جسام و امام مخاضات ليست بسيطة ...و مرة اخرى فان تحديد هذه الرؤية و النظرة للامور لا يستهدف الانقاص او محاكمة الحركتين لا سمح الله و لكن من اجل النقد البناء حفاظا عليهما و على انجازات الشعب الفلسطيني و التركيز على اعادة البناء الداخلي لمواجهة ادق اللحظات التي تواجه قضيتنا و اكثرها دقة و حسما.
فقد يكون رفع المحكمة الاوروبية لاسم حركة حماس من سجل الارهاب توجها ايجابيا للحركة و الشعب و انتصارا لمقاومة الشعب الفلسطيني ...و قد يكون التوجه لمجلس الامن لطلب وضع سقف زمني للاحتلال انجازا سياسيا للشعب و نصرا لموقف حركة فتح ...و لكن قد يكون ايضا الموقف الاول دعما لزيادة الانقسام و دعوة للتعامل مع فريقين فلسطينيين في لعبة احتواء مزدوج ...و قد يكون في الامر الثاني استدراج للتنازلات لاثبات قوة الفريق ...و عدم انجاز اي تقدم بل الاستفراد بهذا الفريق و تهديده بالفريق الآخر.

اخوتنا و اخواتنا في حركتي فتح و حماس الموقف في غاية الخطورة ...انقسامكم دمر النسيج الوطني واربك العمل الوطني ...و اي انقسامات داخلية لا تصب في مصلحتكم و لا مصلحة الشعب ...و اقولها بالم و حرص و انفتاح و قلب مفتوح ...راجعوا كافة التوجهات و راجعوا اصول الانقسام ...و راجعوا الاهداف الوطنية و البرنامج الوطني و افتحو ايديكم و قلوبكم لابنائكم و لجميع القوى و المؤسسات و للشعب بأكمله على قاعدة الشراكة الكاملة و تبني البرنامج الوطني الموحد الذي نقاوم من خلاله معا و نذهب للعالم و مؤسساته من خلاله معا ايضا ...ففلسطين ملك لكل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده و ليست حكرا لاحد ..و العالم لا يسمع من الضعفاء و المنقسمين و لنمارس دور الفاعل بدل ان نكون المفعول به ...اعذروني على الصراحة و اقبلوا مني المودة و المحبة ...و الله من وراء القصد.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير