منصة اخرى للاعدام

19.12.2014 12:47 PM

وطن  - كتب: حمدي فراج: ما الذي تعرفه فتاة في الخامسة عشرة من عمرها عن الزواج ، او عن الحب او عن الحبل والميلاد وتكوين اسرة ، فكيف بالحري ان تفهم عن الغربة والرحيل من حضن ابويها الى بلاد القتل والاعدام والسحل واقامة الحد والتفجير والتفخيخ واطاعة اولي الامر .

   تواردت هذه الاسئلة وانا اقرأ عن الفتاة البريطانية من شرق لندن التي قامت الشرطة البريطانية باعتراض طائرتها في مطار هيثرو لمنعها من السفر الى داعش في سوريا عبر اسطنبول في تركيا .

  لم تقل الصحيفة التي نشرت الخبر "ايفننج ستاندارد" الكثير ، لكن ما يكفي عن هذه الفتاة البالغة من العمر خمسة عشر عاما ، وكلنا نعرف ما الذي يعنيه هذا العمر الفتي ، لأن كل منا لديه فتيات بهذا العمر او اقل او اكثر ، ابنة او اختا ... الخ ، لكن قليلون من يدركون ان الفتاة العربية الاسلامية ، عبارة شبه كائن انساني متخم بالممنوعات والمحرمات التي ما انزل الله بها من سلطان ، خاصة في موضوع الجنس الذي يعد اول اكبر الثالوث المحرم في مجتمعاتنا منذ مئات القرون "الجنس والدين والسياسة" ، فهي من جهة ممنوع عليها كل شيء يتعلق بجسمهما ومكوناته منذ ان تطأ قدماها الارض ، ومن جهة أخرى مرغوبة من اي ذكر يلمحها او يسمع عنها ويستطيع ان ينجح في رؤيتها واقتناص مشهد من مشاهد تجليها بملابسها او مشيتها او شعرها او باقي مكونات انوثتها ، وحين تنجو من مخالبه الحيوانية ، اعتداء او اغتصابا او تحرشا ، وهي مشاهد شائعة في هذه المجتمعات ، فإنها لا تنجو من امتلاكها بالمال او الجاه او السلطان ، حيث يقوم هذا الذكر بشرائها علنا من ابيها ، وهو الذي يطلق عليه ، "زواجها على سنة الله ورسوله" ، وكثيرا ما سمعنا عن كهول و عجائز تجاوزوا الستين والسبعبن اقدموا على زواجات لبنات لم يتجاوزن العشرين من اعمارهن ، واحيانا ما هو دون ، لنتخيل بعد ذلك ، كيف يمكن ان تستقيم الحياة الجنسية والاجتماعية والانسجامية بين هؤلاء الازواج .

  يقول الخبر ان الفتاة ، ادخرت ثمن التذكرة الى اسطنبول ، واقلعت بالطائرة دون علم ذويها ، وفي هذه المعلومة تسطيح هائل لفكر الناس وعقولهم ، بل بالتأكيد هناك من ساعدها ليس فقط في توفير ثمن التذكرة ، بل في اقناعها وتجنيدها وغسل ما تبقى من دماغها امام اهمية السفر الى الدواعش لكي تقيم معهم علاقات جنس متعددة بدون محاذير وبدون رقابة الام او الاب او المجتمع ، و فوق كل ذلك ستتقرب الى الله وسيكون نكاحها الجهادي تذكرة الدخول الى الجنة .

   لا أحد طبعا يذكر لها كيف تعدم داعش النساء رميا بالحجارة او تطليقهن من ازواجهن او بيعهن كسبايا في اسواق النخاسة والأمات ، آخر من عمدت داعش على اعدامها مرشحة البرلمان العراقي في الموصل سعاد خضر ،  وهذه الفتاة البريطانية التي بمجرد  شحنها الى داعش تكون قد شقت طريقا الى منصة اخرى للاعدام .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير