القيادة والجمع الديالكتيكي .... والغنمات

19.12.2014 01:38 PM

وطن - كتب: جهاد حرب:  (1)  القيادة والجمع الديالكتيكي: اذا كان الديالكتيك وفقا للمنهج الماركسي لينين يعني دراسة التناقضات في جوهر الاشياء بالذات، فإن الجمع الديالكتيكي ك"المركزية الديموقراطية" وفقا للقواعد الحاكمة لعمل لفصائل الفلسطينية هو جمع بين نقيضين لخلق قوامة السلوك العام داخلها والحفاظ على وحدة العمل. وهي تعني مركزية التخطيط والقيادة والرقابة ولا مركزية التنفيذ، في نفس الوقت حرية المناقشة وحق المشاركة في اتخاذ القرارات ضمن الاطر.

العودة هذه للمنهج اثاره اجتماع القيادة يوم امس الخميس لمناقشة مشروع القرار الفلسطيني/ العربي الذي أدرج على جدول اعمال مجلس الامن من قبل المملكة الاردنية للممثل العربي في المجلس يوم الرابعء أي قيل يوم من الاجتماع. هذه المناقشة التي جاءت في اجتماع طارئ هي خارج السياق بسبب عدم القدرة على التعديل لمقترحات الفصائل الفلسطينية التي ثارت اثناء النقاش.

واعتقد ان امكانية اضافة تعديلات فلسطينية غير ممكنة بعد أشهر من المداولات مع الدول الشقيقة والصديقة دون وضوح مضمون مشروع القرار وصيغه لدى اعضاء القيادة السياسة؛ وهنا اقصد بالتحديد أعضاء اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الحكومة ووزراء "السيادة"باعتبارهم هم وحدهم في هذا الاجتماع المخولين بالنقاش وإصدار القرارات، أما بقية الاشخاص الذين يحضرون اجتماعات القيادة الفلسطينية بشكلها الحالي هم موظفون قد يساهمون في النقاش وبلورة المقترحات باعتبارهم مستشارين أو موظفين كبار في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

أي بمعنى آخر  أن اجتماع القيادة الفلسطينية لم يكن له اهمية في صياغة مشروع القرار الخاص بتحديد سقف انهاء الاحتلال الاسرائيلي المقدم لمجلس الامن الدولي، أو انه استخدم باعتباره جسر أو أداة للقول أن القيادة الفلسطينية هي من اتفقت على مشروع القرار بغض النظر  عن مضمون القرار  وصيغه أو لاضفاء "الشرعية" عليه.
كما أن المنطق المفاوضاتي يقول ان تذهب بأقصى ما يمكن من مطالبك للحصول على الحد المقبول "للفلسطينيين" بعد عذاب المفاوضات وعنائها.

(2)  القيادة .... وراعي الغنم
تثير التهديدات التي يطلقها السياسيون الفلسطينيون كوقف التنسيق الامنى أو حل السلطة أو الانسحاب من الحياة السياسية وغيرها من التصريحات القلق؛ بحيث تفقد ثقة الجمهور الفلسطيني بالقيادة السياسية، وعدم جدية القيادة الفلسطينية باتخاذ القرار، ومن ثم تُذهب جدوى الفعل ذاته في حال تم. قد يكون مقبولا أو  ممكنا ان تقوم قيادة المعارضة أو  ناشطون سياسيون أو كُتابٌ باطلاق تصريحات من هذا القبيل.
هذه التهديدات المتكررة الموجهة للحكومة الإسرائيلية أو من خلفها، اذا ما تكررت سواء بشكل مستمر أو تواترت وفقا لأحداث وحوادث  متناثرة، تحيلنا اذا مثَلُ الراعي "الذي اراد أن يتسلى" الذي نادى اهل قريته لحماية اغنامه من هجوم الذئب دون ان يكون هناك ذئب، ومع تكرر الامر لم يعد يصدقه اهل القرية. وحين كان الامر  جديا أي ان الذئب فعلا هاجم اغنامه لم يهرع اهل القرية لنجدته فذهبت الاغنام من وراء "تسليته". أما كثرةُ التهديدات تُذهبُ مصداقية القيادة وجذوة الفعل ذاته.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير