أبوة لم تكتمل...كم اشتاقك يا أبي!!؟؟ - بقلم:تمارا حداد

21.12.2014 10:20 PM

ما أروعهن!! وما أجملهن!! نساء يعلمن أولادهن الإيمان بالقضية الفلسطينية فالعالم لن يفهم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ولن يصلوا أبدا لمعنى الألم والوجع الذي يدفع أما للتمني واشد ما يكون التمني بان يصبح أبناؤها مقاومين وأسرى. فالأم الفلسطينية ليست كنساء العالم في معاناتها وصمودها وعطاؤها الذي يتعمد الاحتلال أن يخطف الأبناء من أحضانهن.

تقول فتحية سعيد خضر البرغوثي القاطنة في كوبر من قرى رام الله والدة الأسير مراد وليد خالد البرغوثي  إن ولدها اعتقل 20/12/2003 وذلك بتهمة قتل جنود الاحتلال بعملية عين يبرود ودورا القرع والذي حكم عليه 9 مؤبدات وخمسين عاما وهو من مواليد 1973.

وأشارت أن ابنها الأسير متزوجا ثلاث شهور قبل اعتقاله. وان جنود الاحتلال هدموا دارها واعتقلوا ولدها مراد البرغوثي وعند اعتقاله عاقبوه وعذبوه بأبشع أنواع التعذيب فقد كانوا يضربونه حتى أصيب بالكسور وقد ذهب إلى المستشفى خلال فترة اعتقاله عدة مرات نتيجة التنكيل به ومن شدة القصاص الذي يعاني منه وأظهرت والدة الأسير إنها لم تزور ولدها وذلك بسبب إن ولدها معاقب فتعتبر والدة الأسير إن الذي يفعله الاحتلال الإسرائيلي هو استفزاز ومعاقبة للأسير ولعائلة الأسير.

وقالت إن الأسير له ولد واحد عمره الآن 11 عاما وزوجته تقطن الآن مع عائلة الأسير وذلك إن عائلة الأسير بنت بيتا بدل الذي هدمه الاحتلال عن طريق جمع التبرعات من المجتمع.فأم الأسير مراد البرغوثي عمرها الآن 59 عاما تأمل أن ترى ولدها في حجرها وهذه هي أمنيتها الوحيدة.فأم الأسير يذوب عمرها بانتظار ولدها المحكوم المؤبد فقلب الأم مثل نار اللهب لا يطفئ جمر قلبه إلا برؤية ولدها في حضنها.فالأم هي الوطن والانتماء والجذور.

من المؤلم في حديث والدة الأسير عن حفيدا أن أمنية طفل الأسير مراد ذو 11 عام أن يخرج مع والده في الشارع ماسكا بيده وان يذهب مع والده إلى الجامع كباقي الأولاد  وان يذهب مع والده مثل أولاد أعمامه ليزور أقاربه في أوقات الأعياد وان يصطحبه إلى المراجيح وأماكن الترفيه مع والده الأسير مراد البرغوثي كباقي الآباء الذين يصطحبون أولادهم معهم وان يكون له أخوة وأخوات أسوة بأصحابه وأولاد أقاربه.

هؤلاء هن أمهات فلسطين اللواتي اثبتن نموذجا للتربية والصبر والتضحية فهن النموذج الأشد قسوة نساء سطرن بمواقفهن المشرفة أعظم العبر والبطولات فالمرأة الفلسطينية ماسة فريدة تخوض نضال لتحصل على حقها في لم شملها مع أبنائهن القابعين  في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين ذاقوا ظلام السجن وجور السجان وبرودة الزنازين وشكلوا هؤلاء الأسرى بصمودهم وعزيمتهم وتضحياتهم أعمدة البقاء الفلسطيني والذين يخوضون معركة الخلاص والحرية والذي على المؤسسات المعنية بالأسرى والمسؤولين بهذه القضية الإنسانية أن يرتقوا لمستوى هذه التضحيات وهذا الصمود والكفاح لسد ثغرات الوطن واسترداد حقوقه....

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير