يديعوت تكشف تفاصيل الفساد والجنس في الشرطة الإسرائيلية

27.01.2015 12:41 PM

رام الله - وطن -: هاجمت صحيفة يديعوت جهاز الشرطة الإسرائيلي وما تلبس به من قضايا فساد أطاحت بثمانية ألوية متورطة خلال عام ونصف متهمة بتلقي رشاوى واعتداءات جنسية.

وقالت الصحيفة، الثلاثاء، في وصفها لما يجري في جهاز الشرطة الإسرائيلي "مثل المبنى المتهالك، مثل البرج الورقي، هكذا انهارت قيادة شرطة إسرائيل في أثناء السنة والنصف الأخيرتين".

وأضافت أنه لم تتبق سوى نواة صغيرة من طاقم القيادة العليا مع العديد من الألوية ذوي الأقدمية والتجربة، تخلف للمفتش العام التالي مهمة أولى هامة؛ تتمثل في إعادة بناء القيادة وترميم صورة الشرطة البالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المفتش العام يوحنان دانينو ظن أن شرطة إسرائيل ستتغير تحت قيادته. فقد تسلم مهام منصبه بعد قضية جنس هزت قيادة الشرطة؛ اللواء أوري بار ليف، الذي تنافس أمامه على منصب المفتش العام، اعتزل الخدمة بعد أن خضع للتحقيق للاشتباه بارتكاب جرائم جنس بحق مسؤولة كبيرة سابقة في وزارة الأمن الداخلي.

وأضافت أن الرياح سارت بعكس ما يشتهي دانينو الذي أعلن احتفال تتويجه الذي جرى في أيار 2011، بأنه جاء ليغير الجهاز.

وقالت الصحيفة مع أن الشرطة غيرت وجهها، ولكن بالاتجاه المعاكس لذاك الذي خطط له دانينو.

وتورط أعضاء قيادته الواحد تلو الآخر، لواء إثر آخر، بعضهم في قضايا جنس مشكوك فيها. يبدو أن الشر الذي خطط دانينو لاجتثاثه من الجذور عمق جذوره فقط.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ جهاز الشرطة بدأ بالانهيار قبل نحو سنة ونصف بعد أن أقيل قائد شرطة لواء القدس اللواء نيسو شوحم، من المتنافسين البارزين على منصب المفتش العام، من الخدمة في تشرين الأول 2013، بعد أن رفعت ضده لائحة اتهام على ارتكاب جرائم جنس بحق الشرطيات. وتجري محاكمته هذه الأيام.

وقالت إن بديله في المنصب، اللواء يوسي فرينتي، اعتزل الشرطة بمبادرته في أيلول 2014 في ذروة السباق على منصب المفتش العام بدعوى أنه لا يريد الانجرار إلى التشهيرات بحقه. وزعم أنه فعل ذلك في أعقاب شكوى تقدمت بها خادمته في البيت في أنه استغلها جنسيا. وقد أغلق الملف لانعدام التهمة، وفقا ليديعوت.

أما قائد وحدة التحقيق لاهف 433، اللواء منشه ارفيف، فقد اعتزل سلك الشرطة في شباط 2014 بعد أن اشتبه به بتلقي الهدايا من الحاخام ايشياهو بنتو ورجاله. ويتواصل التحقيق ضده هذه الأيام في قسم التحقيقات مع الشرطة، .

وحول قائد شرطة لواء المنطقة الوسطى، اللواء برونو شتاين، قالت الصحيفة إنه اعتزل بمبادرته في أيلول 2014 بعد أن التقطت صور له في حفلة خاصة عقدها المحامي رونال فيشر المشبوه بإعطاء رشوة للشرطة مقابل إغلاق ملفات لزبائنه.

وأضافت في كانون الثاني 2014 اعتزل قائد لواء الشمال اللواء روني عطية، بعد أن اتهمته عائلات قتلى مصلحة السجون في حادثة الكرمل بالمسؤولية عن المصيبة. وكان في أثناء الحدث قائدا لمنطقة الشاطئ. إضافة إلى ذلك وجه في التقرير الأولي لمراقب الدولة انتقاد حاد على أدائه في أثناء الحريق.

وفي الأيام الأخيرة أعلن عن اعتزال قائد شرطة لواء "شاي" (المناطق)، اللواء كوبي كوهين للاشتباه بإقامته علاقة مرفوضة مع إحدى مرؤوساته – التي رفعها في المناصب، بحسب الصحيفة.

وعن آخر المتورطين أشارت يديعوت إلى أنّه نائب المفتش العام اللواء نيسيم مور، الذي خضع للتحقيق أمس للاشتباه بجرائم جنس بحق شرطية شابة وممارسة العلاقات الجنسية مع ثمان نساء في ظل استغلال مكانته الرفيعة.

وأضافت الصحيفة في عهد ولاية دانينو تورط أيضا قائد لواء الشاطئ اللواء حجاي دوتان، بعد أن أغلق بنفسه ملفا فتح ضده على دوره في حادثة طرق. وادعى بانه اخطأ بنية طيبة، وبقي في منصبه. وفي ضوء موجة التحقيقات والاعتزالات تبدو اليوم قيادة شرطة إسرائيل ككتلة من الجبنة الصفراء: مثقوبة من كل الجوانب. ولقسم حركة السير وشرطة لواء "شاي" لا يوجد الآن قائد، ومنذ يوم أمس لا يوجد أيضا نائب مفتش عام.

واستدركت يديعوت بالقول ولكن المفتش العام دانينو، على ما يبدو لا يفقد الأمل، في ظل سلسلة الإهانات بحق الشرطة أعلن أمس: "أقول للمواطنين ان لكم شرطة يمكن الثقة بها رغم الأحداث الأخيرة – التي لدينا الوسيلة لمعالجتها".

دعوات لتغيير المفتش العام

من جهته انتقد الصحفي الإسرائيلي طال اريئيل أمير ما يحدث في جهاز الشرطة، متسائلا أي نوع من الشرطة هذا؟.

وأضاف أمير في مقاله لصحيفة "معاريف"، الثلاثاء، أن ما يحدث في جهاز الشرطة المخول بالحفاظ على أمن الجمهور يقتضي معالجة جذرية، وربما يكون هذا هو الوقت المناسب لتعيين مفتش خلاق قادر على معالجة الأمر، وهذا يصعب وجوده داخل الجهاز لهذا يجب احضاره من الخارج.

وخاطب المفتش العام قائلا "اذا يا دنينو، بعد أن تنتهي من الغضب ويسوؤك الإعلان عن أن الشرطة تحتاج إلى معالجة جذرية، ربما عليك أن تتذكر من هو الرجل الذي عين في السنوات الأربعة الأخيرة هؤلاء الألوية. من أعطاهم الدعم، والرتبة، والراتب والامتيازات".

ووجه للمفتش العام نقدا لاذعا بالقول "إن ما لم تبنه طوال اأربع سنوات لن يتم إنجازه خلال أربعة أشهر، وسيبقى لخليفتك شرطة مريضة، مدمرة ومعفنة، التي يمكن أن يتم إصلاحها مع وجود مفتش خلاق وذو علاقة، مثلما لم يكن لدينا منذ فترة طويلة".

وختم أمير بالقول "إذا كنا نتحدث عن مفتش عام جديد، ربما يفهم وزير الأمن الجديد أن هذا هو الوقت المناسب لأن يفكر في تعيين شخص من خارج الجهاز".

عربي 21 

تصميم وتطوير