أين "البيان الرقم 2"؟

31.01.2015 02:23 PM

وطن - كتب: خليل حرب: "غلة الثأر" ليست كافية. فلماذا اكتفت المقاومة بإصدار "البيان الرقم واحد" ما لم تستتبع كمين شبعا، بهجوم ثان؟

وغالب الظن أن الرقم واحداً أدخل الاسرائيليين في متاهة الهواجس. لكن هذا الرقم يثير تساؤلات بديهية، فهناك من اعتقد أن عملية ثانية للمقاومة ستنفذ، وستحمل الرقم 2. وهناك من يعتبر أن الرقم واحداً، تضمن تهديداً ضمنياً للعدو بأننا جاهزون للمواجهة وإصدار البيان الثاني، اذا ما توسع كمين الصباح الى اشتباك أوسع.

واذا كان البعض قد رأى في خطاب السيد حسن نصرالله "البيان الرقم 2"، فإن هذه المحبة لا تشفي الغليل. ولهذا، أين "البيان الرقم 2"؟! فالمقاومة، كما عوّدت عدوّها وصديقها، لا تصدر بيانات عبثية أو استعراضية. قوتها، كما يعرف كثيرون، في مصداقيتها ورزانتها. ولهذا، مجددا، أين"البيان الرقم 2"؟!

وقد كان إعلان اسرائيل أن حصيلة كمين شبعا بلغت قتيلين وسبعة جرحى، مناسبة لطرح السؤال، اذ ان "غلة الثأر" ليست كافية، بالنسبة الى كثيرين، بالنظر الى خطورة جريمة الاغتيال التي ارتكبتها اسرائيل في القنيطرة.

لكن الهجوم الثاني لم يقع. والسيد حسن نصرالله لم يقل امس ان المقاومة اكتفت بكمين الاربعاء. لكنه زف شهداء القنيطرة تحت شعار "على طريق القدس" وهو يقول ان المقاومة لا ترتدع وقواعد الاشتباك سقطت وتوحدت الساحات وميادين المواجهة.

فصل جديد من فصول المواجهة مع العدو فتح امس. فصل جديد بكل معنى الكلمة. لعله الخطاب الأكثر أهمية منذ خطاب النصر في 2006 وخطاب دخول الحرب السورية، أو فلنقل الأكثر خطورة. فالبيان الثاني لم يصدر بعد، واسرائيل هذه، فرانكشتاين الغرب، شرهة، ولا بد سترتكب اغتيالا جديدا. ولهذا لم يكتب "البيان الرقم 2" بعد، وربما يصدر من القنيطرة أو الناقورة، أو ربما حوران عندما يسقط المشروع الاسرائيلي في الجنوب السوري. يبكي ابنه، والرفاق الشهداء، نعم، ويقول "ما رأينا إلا جميلا"، لكنه يدرك ايضا متى، وكيف، ستكتب المقاومة البيان الثاني.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير