في "صفوف داعش".. هروب وانشقاقات بالجملة

11.02.2015 12:49 PM

رام الله- وطنتقرير يكشف التشكيلات والأطراف التي شاركت "داعش" باحتلال الموصل

لقي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًا بـ"داعش"، خلال الفترة الأخيرة الكثير من الهزائم والخسائر عبر الضربات الإستباقية سواء في سوريا والتي تشنها قوات الجيش السوري أو في العراق والتي تشنها قوات الأمن العراقية مدعومة بالمقاومة الشعبية، فالنتيجة واحدة والهدف واحد، وفي الوقت نفسه يشهد “داعش” العديد من الانشقاقات وحالات الهروب بين صفوف مقاتليه، وهو أمر ينذر بتفكك التنظيم ويعصف به.

تشهد الساحة العسكرية الداعشية في الفترة الأخيرة، خلط أوراق كثيرة في صفوف التنظيمات والفصائل العسكرية، حيث أعلنت مجموعات كثيرة من "داعش" انشقاقها عن التنظيم للالتحاق بـ"جبهة النصرة" وما يسمى "الجيش الحر"، سيما في ظل تحرّك الدعم العسكري والمادي لما يعرف بـ"المعارضة المعتدلة" من الدول الغربية والإقليمية.

من أبرز القادة المنشقون عن التنظيم أمير الحسبة "أبو طلحة الكويتي" في الرقة، و"أبو عبيدة المصري" مسؤول ديوان الزكاة في الميادين بريف دير الزور، الذي سرق حوالي أربعة ملايين دولار من أموال الزكاة التي تم تجمعها من المدنيين، و"أبو علي الحربي" مشرع التنظيم في تل أبيض.

حالات هروب، إعدامات ميدانية، انشقاقات، تشكيل جهاز لمراقبة تحركات العناصر الأجنبية، كلها أخبار تدل على بروز حالة تخبط شديدة في صفوف التنظيم الذي يواجه عاصفة تهز كيانه، ولكن هذه المرة من داخل بيته، تتمثل في هروب بعض المقاتلين المهاجرين الذين يتعمد عليهم التنظيم كثيرًا، لأسباب تتعلق بالسياسات المالية وبالعقلية المنتهجة للتنظيم في تعامله مع بعض العناصر، ليجد “داعش” نفسه في مآزق شديدة خارجية وداخلية، ستؤثر عليه بلا شك تأثيرًا مباشرًا.

ومر تنظيم "داعش" في الفترة الأخيرة بضائقة مالية جعلت كثيرين يعيدون النظر فيما يتعلق بوجودهم في التنظيم، خاصة بعد اعتيادهم حياة الرفاهية والمال الكثير، وإجبارهم على نوع من التقشف المادي لتعويض الخسائر، بالإضافة إلى فقدان الأمل بتحقيق الأهداف التي أغرت المهاجرين بالانضمام إلى التنظيم، فيما يقول خبراء إن المتطرفين بدأوا يفقدون البريق بسبب الهزائم وقلة الغنائم لذلك يفكرون في الهروب، ما يثير وضعًا داخليًا مقلقًا قد يصل لمرحلة الإعدام الجماعي للتنظيم.

إعدامات بالجملة ضد مقاتلي التنظيم بمجرد أن يساور الشك عقولهم أو ينون الهرب، فيتم إعدامهم بذريعة "الارتداد عن دين الله"، حيث أعدم التنظيم أكثر من 60 عنصرًا من المهاجرين، غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية والخليجية، كانوا يحاولون الوصول إلى نقطة بين الحدود التركية والسورية، في منطقة "المنبطح"، وهو خط تهريب معروف هناك، وكانوا قد تركوا أسلحتهم في إحدى مقرات التنظيم بمدينة الرقة، بذريعة الذهاب للسوق للتبضع، وبعد خروجهم من المدينة، أوقفتهم أربع سيارات تابعة للتنظيم، واعتقلتهم، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة وإعدامهم بتهمة "الهروب من الجهاد واللجوء لدولة الكفر".

أعدم التنظيم شابين يحملان الجنسية السعودية على يد القيادي البارز "أبو إسلام الانباري" داخل جدران معسكر "العكيرشي" أكبر معسكرات التدريب لعناصر داعش، وسبب إعدامهم، أن المهاجرين السعوديين كانا يبحثان عن جوازات سفرهم بإصرار وبشكل متكرر، ما أثار الشك حول نيتهم بالهروب، فاتُخذ القرار سريعا بالتخلص منهم بشكل سري وعاجل.

عدد المنضمين لتنظيم "داعش" شهد تراجعا فور الإعلان عن شريط إعدام الطيار "معاذ الكساسبة"، خاصة أن عدد المقاتلين الجدد في التنظيم كان يزداد يوميا بشكل لافت، حيث قالت مصادر مقربة من التنظيم أن هناك شيئا أشبه بغضب صامت بين مقاتلين في التنظيم، خاصة بعد بث مشاهد إحراق الطيار الأردني، مشيرا إلى أن "عددا من مقاتلي التنظيم ومن مختلف الجنسيات، اعتبروا في أحاديث جانبية، أن طريقة الإعدام لم تكن مناسبة، حيث دارت نقاشات بين عدد من المقاتلين على إثر بث المشاهد، عبر خلالها بعضهم عن استيائه من هذه الطريقة"، وأشار إلى أن "الخوف لدى مقاتلين بالتنظيم يمنعهم من الجهر بمثل هذه الأفكار، فبالإضافة إلى أن الكثير منهم يخشى من انتقام التنظيم منه، فإن هناك آخرين يعتبرون أن في رقبتهم بيعة للخليفة أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة، وبالتالي فإنه لا يجوز لهم الاعتراض".

(المصدر: موقع البديل)

تصميم وتطوير