خاص لـ "وطن" بالفيديو... نابلس: "أبو بصير".. معلم كفيف في مدرسة حكومية

16.02.2015 01:40 PM

نابلس - وطن - آيات فرحات: رغم أن المرض أطفأ نور عينيه، إلا أن نور العلم أضاءهما من جديد، ليمد طلابه بنور المعرفة والإرادة والتصميم، فاختار الشاب الكفيف سرحان حسين (30 عامًا)، أن يكون مدرسًا لمادة التربية الإسلامية في مدرسة ذكور قبلان الأساسية.

في قرية قبلان إلى الجنوب من مدينة نابلس عاش سرحان، بمرض في عينيه، أصابه بعد فتره بالعمى الكامل، لكنه لم يستسلم لإعاقته البصرية، بل واصل حياته التعليمية وحصل على شهادة البكالوريوس في التربية الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة، ليواجه مصيره بعد ذلك كباقي الخريجين في صعوبة الحصول على عمل، وزادت إعاقته من معاناته.

يتحدث سرحان عن وظيفته في التربية والتعليم بفرح النجاح بعد تعب طريق طويلة: قدمت طلب التوظيف وفق الشروط المعروفة، ثم طلب منا تقديم امتحان المستوى، وبعد نجاحي فيه لاحظت أن غيري من المتقدمين تواصلت معه مديرية التربية والتعليم لأداء مقابله شخصيه، في حين تم استثنائي بسبب إعاقتي، ما دفعني إلى تقديم العديد من الشكاوي.

ويضيف: بعد متابعتي للقضية، أصدرت وزيرة التربية والتعليم عام 2008 قرارًا بتوظيف 20 شخصًا من ذوي الإعاقة، في المدارس الحكومية، وكنت أنا أحد هؤلاء، إلا أني لم أسمع بعد ذلك العام عن تعيين أي مدرس ذي إعاقة.

ويقول سرحان: أنا ملم بشكل جيد بالمادة التي أدرسها، ولا أجد أي صعوبة في شرحها وتوضيحها للطلاب، ولا أي صعوبة في التعامل معهم، ولا في التواصل بين زملائي المدرسين.

سرحان الذي يناديه زملاؤه بــ "أبو بصير" تيمنًا ببصيرته المستنيرة، يقول: لا أجد مشكلة في دمج ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية حتى كطلاب، فالتكنولوجيا الحديثة مسخره لنا بشكل كامل، وتسهل عملنا بشكل جيد.
بدوره، يوضح مدير ذكور قبلان الأساسية أيسر ديرية: كنت أحد معلمي سرحان عندما كان طالبًا في هذه المدرسة، وبعد أن عدت إليها كمدير وجدته أستاذًا، وأثار ذلك سرورًا في داخلي، فتركته كفيفًا لأعود وأجده  تغلب على إعاقته، ووصل إلى ما يريد.

ويضيف: الأستاذ سرحان يمتلك المعلومة والأسلوب وهو يتفوق على بعض المدرسين الذين ليسوا من ذوي الإعاقة ممن قابلتهم في حياتي.

ويؤكد على أن عملية استيعاب سرحان في التربية والتعليم بناء على قرار وزاري يدعو لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات الحكومية، بنسبة 5%.

تصميم وتطوير