خاص لـ "وطن": بالفيديو... غزة: بعد محاولات "الشؤون" لإعادته إلى بيته.. القرم يعود للشارع

16.02.2015 03:10 PM

غزة – وطن – عمر فروانة: بعد أنا قامت وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة، بالتعاون مع لجان الأحياء المجتمعية، وأهل الخير، بإعادة المواطن فتحي القرم، (26 عامًا)، إلى بيته قبل عدة أيام، وتقديم مساعدات وطرود طارئة من الغذاء وغيرها من الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى صرف علاج له، عاد القرم إلى المبنى المهجور بجوار منطقة "الكتيبة" غرب مدينة غزة، الذي اتخذه مأوى منذ 8 شهور.

ويعيش القرم في مبنى الكتيبة القريب من الجامعات التي يقضي نهار يومه على أبوابها ليحصل على بعض المال ليعتاش منه، بعد أن جلب فراشًا من حاويات القمامة ليستطيع النوم، بالرغم من شدة برودة المكان، لأنه مكشوف، وغير صالح للعيش.

وفي ذات السياق، تقول زوجته اعتماد الكردي، (51 عامًا)، لـ وطن: أعادته الشؤون إلى البيت ولكنه غادره لأنه لا يوجد متسع له في البيت ليعيش معنا. مطالبة ببناء غرفة له، بعد أن تعرضت غرفته للقصف خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتشير إلى أنهم يستدينون لقمة عيشهم، فلا معيل لديهم غير كوبونة الشؤون والمبلغ الذي يتقاضونه كل ثلاثة شهور، نظرًا لصعوبة الأوضاع والظروف الاجتماعية التي يعيشونها.

وكان القرم في لقاء سابق قبل إعادته إلى بيته، قال لـ وطن "ابني الذي يبلغ من العمر 17 عامًا اعتدى عليّ وضربني"، مضيفًا: عشت مرارة هذه الحياة، ولأن وضعي الاجتماعي سيء، كوني عاطل عن العمل، فإني أتقاضى راتبًا كل ثلاثة أشهر من وزارة الشؤون الاجتماعية، أعيل بها أفراد أسرتي ومنزلي، وأوفر لهم قوت يومهم.

ويوضح: بعد أن تضرر بيتي في حي الشجاعية من العدوان الإسرائيلي، جاء ابني إلى مبنى الكتيبة وطلب مني ضرورة التوجه إلى مقر الوكالة، كي أوقع على وثيقة خاصة بالأضرار التي تعرض لها المنزل.

ويقول القرم: في آخر مرة تقاضيت فيها مبلغ الشؤون من البنك، قام ابني وزوجتي إضافة لأشقائها بالاعتداء عليّ بالضرب، وسلب المال مني بقوة. ما أسفر عن إصابتي برضوض في أنحاء جسدي وإحداث كسور في أسناني.

ويتابع: بعد فترة من الزمن حضر ابني برفقة أشقاء زوجتي مرة أخرى إلى الكتيبة، واصطحبوني إلى البنك لتلقي مبلغ الأضرار، كوني صاحب المنزل. مشيرًا إلى أنه بعد حصوله عليه، قام ابنه بالاعتداء عليه وأخذ مبلغ 1800 دولار منه عنوة في الشارع، بعد أن اعتدى عليه مع آشخاص آخرين.

وأشار إلى أنه يقتات على زوائد الطعام الذي يحصل عليه من أماكن الأفراح، أو بعض المطاعم، موضحًا أنه يطهو الدجاج الميت على النار كي يسد جوعه.
ولا يخلو المكان الذي يعيش فيه من أكياس الشاي المستعملة التي يلقيها الباعة المتجولون بعد استخدامها، فهو يقوم بجمعها ليعيد شرب الشاي مرة أخرى وفق قوله.

وكان أشار سابقًا إلى خوفه الشديد من عودته إلى البيت، بعد عدة محاولات قام بها أحد حراس منطقة "الكتيبة"، ليبدل ملابسه ويغتسل إلا أنه تم طرده والاعتداء عليه من زوجته، مبينًا أنه لم يغتسل منذ عدة شهور.

ويقول القرم إن لديه ابنة مصابة بالسرطان، فهو يحاول الوصول إليها والوقوف بجانبها، إلا أن عنف أسرته تجاهه تمنعه من ممارسة حق الأبوة لأبنائه، موضحًا أنه كان يستدين المال في السابق ليوفر لها العلاج.

بدوره، يوضح أحد حراس منطقة "الكتيبة" المواطن شعبان السحباني، (40 عامًا)، أنه "اصطحب القرم إلى هذا المكان، بعدما شاهده عند أحد المفترقات وسط مدينة غزة"، مشيرًا إلى أنه قام بتهيئة المكان ومساعدته وتوفير بعض الاحتياجات اللازمة له، من أكل وشرب، ودفع ديونه للبقالات.

من جهته، أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة يوسف إبراهيم، أن المواطن القرم يتقاضى راتبًا كل ثلاثة أشهر من الشؤون، مبينا وجود خلاف عائلي بين الرجل وأسرته بسبب ذلك، وهجر على إثرها منزله.

وأوضح أنه قام بعد تلقيه خبر بوجود تلك الحالة في المكان، بإبلاغ فريق الحماية الاجتماعية الذي سارع بدوره لتفقده، ومعرفة احتياجاته، والاستماع إلى شكواه.

وشدد على أن وزارته أخذت على عاتقها العمل على حل هذه المشاكل ومتابعة تلك الحالات، في ظل عدم تلقي موظفيها أي رواتب منذ عدة شهور، وعدم صرف أي ميزانيات تشغيلية لها من قبل حكومة التوافق في القطاع، وتنكرها لحقوهم.

موضحًا أن وحدة العلاقات العامة بالوزارة كان لها الدور الأكبر في خدمة هذه الشرائح، بعد تشكيل فرق بحث ميدانية يتم التواصل فيما بينها ومتابعة أي حالات صعبة, حتى في أوقات ما بعد الدوام الرسمي لهم.

وبين أنه من الضروري وجود دور للجان الإصلاح ورجال الدين، وقادة الفصائل بمتابعة هذه القضايا.

ويشير القرم بعد عودته إلى مبنى الكتيبة بأنه يحلم بالعيش بأمن وأمان، ويكون له في منزله احترامه، وأن يتم بناء غرفة مستقلة، ولا يتدخل أي أحد في شأنه الخاص، وفق قوله.

تصميم وتطوير