الرهان على الانتخابات الإسرائيلية .. رهان على حصان أعرج

27.02.2015 11:03 AM

كتب:حمدي فراج

تنتظر الإدارة الأمريكية  المنبثقة عن الحزب الديمقراطي للولاية الثانية، الانتخابات الاسرائيلية التي من الممكن أن تكون هي التي ستضع حدا لمشاغبات وتخرصات الولد بنيامين "نتنياهو"، حين تنجح في اقصائه عن الحكم،  في حين ينتظرها الكونغرس ذا الاغلبية الجمهورية المعارضة كي تعيده الى الحكم بشكل اكثر قوة ومتانة من الحكومة التي سبقت، خاصة وان استطلاعات الرأي ظلت تقارب بين الخصمين اليميني والصهيوني، حيث يقود الاول نتنياهو، ويقود الثاني اتسحاق هيرتسوغ.

ماذا لو فاز نتنياهو الذي يبدو مطمئنا باعتماده على اغلبية حزبية يمينية ودينية في الأوساط الإسرائيلية النقية الواعدة أكثر من غيرها بما في ذلك المعسكر الصهيوني ذاته الذي يبدو اليوم انه يعارض المعسكر اليميني.

ستضطر الادارة الامريكية إلى النزول من على الشجرة، لكي لا تغامر بآخر حظوظها بالفوز الثالث، وهي ترى ان نتنياهو ماض في نهجه المناويء لها قلبا وقالبا، خاصة في موضوع ايران النووي، الذي لم يتأكد منه احد بعد، ان امريكا ستوافق عليه، باستثناء نتنياهو وحده، مما جعل البعض يعتقدون ان نتنياهو قد اختلق هذه القصة لكي يناهض الإدارة الديمقراطية ويتقارب مع خصمها التقليدي المتمثل في الحزب الجمهوري، على اعتبار أن الديمقراطي ذاهب والجمهوري قادم. ولهذا بدأ الخلاف بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو يتصاعد ويظهر على الملأ، ووصل الأمر بنتنياهو الإعلان أنه سيأتي إلى واشنطن وسيخطب في الكونغرس، كالعادة ولكن هذه المرة بدون موافقة الإدارة، لكن بالتأكيد ستزداد عدد مرات المقاطعات التصفيقية التي ناهزت في المرة الماضية عشرين تصفيقا.

إن هذا الحضور الطاغي لإسرائيل متمثلا بهذا الصلف النتنياهوي، فاق كل ما سمعناه وقرأناه وحللناه من قبل بما في ذلك ان اسرائيل هي الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، إلى قول شارون لبوش الصغير غداة فوزهما لولاية ثانية عام 2004: لقد فازت المباديء، إلى اعتماد إسرائيل حزبا امريكيا ثالثا، ينازع الحزبين التقليديين السلطة في البيت الأبيض كل أربع سنوات مرة.

وإذا فهمنا لماذا ينتظر الحزبان الأمريكييان الانتخابات الإسرائيلية بعد نحو ثلاثة أسابيع، ويعولان عليها كل هذا التعويل، فما الذي تنتظره سلطتنا الوطنية من هذه الانتخابات. ونرجو أن لا يخرج علينا من يقول أننا ننتظر فوز القائمة العربية الموحدة بخمسة عشر مقعدا مقدمة ان تتطور الأمور لكي نحصل على أغلبية تمكن العرب من الرئاسة، كما فعل عزمي بشارة حين رشح نفسه لرئاسة حكومة اسرائيل عام 1999.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير