القوة العربية المشتركة فزعة أم ناتو عربي؟

01.03.2015 04:57 PM

وطنتاج الدين عبد الحق

فكرة تشكيل قوة مشتركة بين الدول العربية ليست جديدة، بل إن البعض يرى فيها اجترارا، لطروحات سابقة، وإعادة إنتاج لمشاريع بدت للكثيرين، عند طرحها أول مرة، بأنها محاولات رومانسية، لم تغير الكثير على أرض الواقع. أو هياكل ورقية، وتشكيلات احتفالية، سرعان ما تآكلت، وعلاها الصدأ، بعد أن ظلت زمنا طويلا، رهينة قرارات سياسية، تتوافق حينا وتختلف أحيانا.

وبإستثناء مشاركات رمزية، في مواجهة تهديدات تعرضت لها دول عربية في أوقات مختلفة، فإن تجارب تشكيل قوة عربية مشتركة، اتخذت شكل "هبات أو فزعات" إما لذر الرماد في العيون أو لرفع العتب. حتى تلك التي شُكِّلت في إطار اتفاقية الدفاع المشترك وتحت مظلة جامعة الدول العربية لم تكن مشجعة، ولم تنجح في تحقيق الآمال التي علقت عليها. طبعا هذا لا ينتقص من تضحيات الجنود العرب في جبهات القتال مع إسرائيل منذ نكبة فلسطين وحتى آخر الحروب معها.

ما نقصده هنا أن الدول العربية فشلت إلى اليوم في تكوين قوة مشتركة دائمة، قادرة على الردع وقابلة للتطور، بالرغم من تعدد التهديدات التي تعرضت لها الدول العربية والتي كانت – وياللعجب - مثماثلة في الجوهر وإن اختلفت في التفاصيل.

ولمن يريد أن يستعيد تاريخ العرب على هذا الصعيد، يمكن القول إن أول تجربة في التاريخ العربي الحديث، هي تجربة القوة العربية التي تم تشكيلها لمواجهة تهديدات الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم، للكويت في نهاية الخمسينات، ثم كانت تجربة قوات الردع العربية في لبنان التي شاركت فيها قوات رمزية عربية، أعطت للقوات السورية شرعية التدخل في لبنان، وغطته من الناحية السياسية. ثم كان تشكيل قوات درع الجزيرة بواسطة دول مجلس التعاون، والتي ثبت أنها لم تكن قادرة بحجمها وطريقة تشكيلها، على مواجهة التهديد الذي كان سببا في إنشائها، وهو تأمين دول المجلس من تداعيات الحرب العراقية الإيرانية، التي جعلت دول المجلس في مرمى الخطر، وعلى حافة التهديد.

بعد ذلك جاء غزو الكويت الذي فرض معادلة جديدة، فأصبح التهديد أكبر من طاقة الذين تعرضوا له. في ذلك الوقت لم يكن النظام العربي يسمح باستدعاء معونة من الخارج، إلا إذا لبست عباءة عربية، فجاءت مشاركة الدول العربية أشبه بمظلة للتدخل الأجنبي وشرعنة له.

للمزيد على شبكة ارم الاخبارية

رئيس تحرير شبكة ارم الاخبارية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير