معادلة...جاء الربيع غير العربي - بقلم:حمدي فراج

02.03.2015 12:20 PM

أيام قليلة ويحل علينا فصل الربيع ، الذي نحتاج اليه بشوق وبشدة، بعد شتاء طويل وثقيل، شهدنا فيه عواصف ورياح وامطار وثلوج، تخللها امراض الشتاء المعهودة من فيروسات الانفلونزا، والبرودة الشديدة، وارتفاع الاسعار بعد حالة التهافت على المحلات التجارية التي لم يتوانَ تجارها من استغلال الحالة برفع الاسعار بدون وجه حق، واخيرا حوادث الحرائق التي اتت على بعض العائلات فأخذت بعض اطفالهم.

انه ورغم حاجتنا الى حلول فصل الربيع، للخروج من حالة البيات الشتوي، التي تركت أثرها ايضا على الحالة السياسية، فدخلت بدورها بياتا مشابها، ربما نتيجة لتقرير انتخابات اسرائيلية مبكرة، فإن لفظة "الربيع" ما زالت تثير التوجس عند شعبنا وبقية شعوب امتنا العربية، التي اكتوت بنيران لم تعهدها من قبل، وربيع حمل معه موتا زؤاما  وقتلا اسودا، لم نتخيله حتى في كوابيس احلامنا، ناهيك انه مستمر ومتواصل ويبدو وكأنه بلا نهاية او افق، كما في العراق وسوريا، وينتقل كالنار في الهشيم الى مصر، ويتهدد الاردن والخليج.

لكن جماهير هذه الامة تدرك عزاءها، وتلحق به لكي تظفره، من ان هذا الربيع العربي في مقدماته لم يكن ربيعا الا في التوقيت، ولا عربيا الا في الادوات التوظيفية، وحين استعر نتيجة لحاجة هذه الجماهير الماسة الى الحرية والانعتاق واشياء اخرى عديدة مصاحبة، كالنماء والرخاء والازدهار، اكتشفنا نهوض ادوات اقرب ما تكون الى "الماقبلتاريخية"، في وحشيتها وهمجيتها ودناءتها، رغم انها شأن الربيع تحمل اسماء جميلة كالاسلام والنصرة والخلافة والمبايعة والجنة.

اما عزاء الامة الثاني، فيتمثل في انه لا ربيع الا بعد شتاء، ولا تحرر من براثن الاستعمار العالمي وادواته الرجعية، الا بثورة عارمة تطيح بكل ما هو موجود من انظمة وهياكل واحزاب وحركات ترى في الوطن ملكية خاصة لها، والشعب قطيع عليه واجب السمع والطاعة والاذعان.

وعليه فإن الشعوب التي تشبه في تحركها حركة مياه النهر وفق فيلسوف صيني قديم تنظر الى مياهه فتعتقدها ساكنة لا تتحرك، هي في الحقيقة دائمة التحرك، للدرجة التي لوضعت قدمك فيها، فإن المياه تتغير عليها كل ثانية.

واهم اشارات وصول الربيع العربي المنشود الى ربوع هذا الوطن، ان تعود البلاد لأصحابها، شعوبها، لا الى هذه العائلة او تلك، أو من ياتمرون بقرارات اعدائه والتآمر على ثرواته ومقدراته، وان تأكل شعوبه مما تزرع، وتلبس مما تصنع.

احتفلت شركة ستروين الفرنسية مؤخرا ببيع السيارة رقم 50 مليونا ، فبماذا يحتفل العرب؟؟؟؟؟.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير