نتنياهو في الكونغرس ..up and down- بقلم:حمدي فراج

06.03.2015 11:42 AM

كيف نجح نتنياهو في الافلات من اقبح الجرائم في العالم والتاريخ ممثلا لدولة محتلة تمارس بطشها العسكرتاري ازاء شعب شبه اعزل على مدار خمسة عقود.

هذا هو السؤال الجدير طرحه وهو يدخل الساحة الاوسع والاقوى والاكثر ديمقراطية في العالم، ونقصد الكونغرس، ويخرج منها دون ان يمس بأي ضرر، ودون ان تتم مساءلته مساءلة واحدة عن استمرار احتلال بلاده للشعب لفلسطيني، ما أدى ويؤدي الى وقف المفاوضات الماراثونية التي استمرت عشرين سنة، ويهدد بتفجير مناحي الصراع الكامنه اواره مشتعلة تحت الرماد.

وعلى العكس من كل ذلك، بدى كما لو انه بطل ومقاتل من اجل الحرية ومناضل من اجل  انقاذ دولته الضحية المسكينه "الوحيدة في العالم" التي تتهددها الوحوش "اللاسامية"، ولهذا قابله اعضاء الكونغرس عشرات المرات تصفيقا حارا، وكما وصف ذلك نبيل شعث " down and up،  up and down " "قايمين قاعدين ، قاعدين قايمين"، وبعد الانتقادات الشديدة لمستوى الخطاب المتدني ولآغراضة غير البريئة من قبل وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية على حد سواء، يكتشف المرء انه كان امام حشد من البرلمانيين العرب يؤيد زعيمه الملهم، مع فارق ان نتنياهو ليس امريكيا ولا زعيما للكونغرس ، بل هو الذي يسبب اكبر احراج دبلوماسي في العالم قاطبة لرئيسهم المنتخب  ، بأن يأتي الى عقره بدون موافقته.

قال لهم من بين ما قاله، وصفقوا له "up and down"انه يشكر للولايات المتحدة، قبتيها: قبة الكونغرس والقبة الحديدية، كلتاهما حمتا اسرائيل. 

وتعهد ان يمنع ايران من مواصلة مشوارها النووي حتى لو قف في ذلك وحيدا، وطالب ايران وقف اعتداءاتها على جيرانها، ووقف دعمها للارهاب، انظروا من يطالب من، سواء في موضوع السلاح النووي الذي امتلكته اسرائيل بعد اقل من ثلاث سنوات على انشائها عام 1948، او ازاء العدوان المباشر المتمثل في احتلالها العسكري للشعب الفلسطيني ومواصلتها استيطان ارضه وقرصنة امواله، والتنكر لاستحقاقات السلام المرتكزة الى اتفاقية اوسلو التي وقعت قبل اكثر من عشرين سنة في البيت الابيض.

من المفارقات المتشابهة بخروج نتنياهو وهو الوحش الكاسر كما لو أنه حملا وديعا، ما ذكره حسنين هيكل عن خطاب اسحق رابين في حفل توقيع اتفاقية اوسلو، "جئناكم من البلاد التي يدفن فيها الاباء ابناءهم"، من انه الصقر، لبس ثوب الحمائم وقلد هديلها، في حين بدت الحمائم – خطاب ياسر عرفات غير الموفق – تعتذر للصقور.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير