علي هاشم على خطى "البغدادي"

06.03.2015 04:30 PM

وطن - كتبت: زينب حاوي: رحلة بحث وتحرٍّ خاضها رئيس قسم المراسلين في قناة «الميادين» علي هاشم (1980) في الأغوار العراقية وتحديداً منطقة «طوبجي» التي ترعرع فيها «الخليفة» أبو بكر البغدادي. رحلة لم تكن بالهينة كما يروي هاشم لـ «الأخبار»، بالنظر إلى المصاعب العديدة التي رافقتها، خصوصاً حالة الهلع التي بدت على السكان هناك عند ذكر اسم البغدادي، والوضع الأمني الخطر الذي يزنر بلاد الرافدين. هذه الرحلة أثمرت فيلماً وثائقياً بعنوان «البغدادي» (50 دقيقة ـــ إعداد وإخراج هاشم) سيعرض مساء الاثنين على شاشة «الميادين» ضمن السلسلة الاستقصائية «بحثاً عن...».

إنّه الفيلم الخامس للصحافي الشاب على الشاشة عينها، لكن البغدادي يكتسب ــ وفق هاشم ــ «الحجم الأكبر» إن من حيث الاستقصاء أو من خلال تناول الشخصية عينها التي شكلت محور أحاديث الأروقة السياسية العالمية والصحف الغربية وحيكت حولها عشرات الحكايات التي وصل بعضها إلى حدّ الأسطرة.

يحاول هاشم في هذا الشريط تفكيك شخصية ابراهيم بن عواد البدري (الاسم الحقيقي للبغدادي) من خلال أناس عايشوه عن قرب: ثلاثة أشخاص كانوا منضوين سابقاً في تنظيم «داعش» سيظهرون في هذا الشريط مموّهي الوجه، وسيتحدثون عن الرجل. أحد هؤلاء كان معتقلاً سابقاً في معتقل بوكا في البصرة، وشريكاً للبغدادي في هذا المعتقل، وينتمي الى تنظيم «داعش» قبل أن ينشق عنه أخيراً. التغلغل في هذه الشخصية سيكون عبر هذه الشهادات الثلاث التي سترسم معالم شخصيته وتطورها من رجل يعتنق الصوفية إلى آخر إخواني قطبي، وصولاً إلى مرحلة التسلّح ودخول منظومة «الجهاد» الداعشية. الى جانب هذه الشهادات، سيتضمن الشريط لقاء مع السلطات العراقية الاستخباراتية التي تمسك ملف «مكافحة الإرهاب» لتضيء هي أيضاً على ما توصلت إليه من نتائج في البحث عن هذه الشخصية.

يتكئ العمل التسجيلي على سرد تفاصيل المراحل التاريخية التي مرّ فيها البغدادي، وعلاقاته بمختلف التنظيمات ورؤوسها من أبي مصعب الزرقاوي إلى أسامة بن لادن (القاعدة) وأبي محمد الجولاني (جبهة النصرة) وعلاقته بأيمن الظواهري واختلافه مع الأخير في ما بعد. يحاول العمل قدر الإمكان رسم صورة للبغدادي لطالما اتسمت بالغموض والترهيب. سيتضح أنّه بدأ طالباً في الشريعة الإسلامية في «الجامعة الإسلامية» في بغداد ونال الدكتوراه في هذا الاختصاص. يعقّب هاشم لـ «الأخبار» على هذه النقطة بالقول: «كان يمكن أن يكون البغدادي اليوم أستاذاً في الجامعة»، كاشفاً محاولته الاستحصال على نسخة من شهادة الدكتوراه المذكورة، لكنّ هذه المحاولة باءت بالفشل.

يسير الشريط صوب هدف محدد هو إعادة وضع الرجل في خانته الصحيحة أي أنه «رجل عادي تطور مع الأحداث لا سيما إبان الغزو الأميركي وتحوّل الى مقاتل في حرب طائفية ذهبت نحو التطرف» كما يسرد هاشم. في الشق الشخصي، سيعرض الفيلم مجموعة صور للبغدادي.

وبخلاف ما يرّوج له الإعلام بأنه متزوج من نساء عدة، سيظهر الشريط أنّ له زوجتين اثنتين، سيصار الى التعريف بهما مع أولادهما. ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّه خلال البحث، لم يتم التأكد مما إذا كانت سجى الدليمي التي اعتقلت في بيروت قبل نحو شهرين، هي زوجته بالفعل. وسط هذه السيرة الجدلية والغنية، يخبرنا هاشم بأنّ الفيلم الاستقصائي سيعرض مادة حصرية خاصة بالبغدادي تبث للمرة الأولى، لكنّه يتحفظ عن ذكر تفاصيلها.

فنياً، يعتمد الفيلم على المواد الأرشيفية (تخص سيرة البغدادي) والميدانية في العراق، والغرافيكية التي تساعد في عملية إيضاح الأفكار. وفي المضمون ولدى السؤال عن إمكانية تدخل هاشم في الشريط وتسييره في منحى معين أكان سلبياً أم إيجابياً، يلفت إلى أنّ «المادة» تتحدث عن نفسها، وهو وضع نفسه خارج التدخل فيها. ويختم: «فضلتها أكثر موضوعية، بعيدة عن البروباغندا» وحصرها فقط في الإطار البحثي «كمرجع». ومع الخروج عن الأحكام المسبقة وإيراد المعلومات الواضحة، ترك هاشم لنفسه هامشاً صغيراً في نهاية الشريط عبارة عن تعليق شخصي مفاده: «بالرغم من التهديد الذي يشكّله «داعش» ووجود البغدادي، الا أن بغداد ما زالت تنبض بالحياة».

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير