تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة

25.03.2015 11:49 PM

وطن - وكالات: كلف الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين مساء الاربعاء بنيامين نتنياهو رسميا تشكيل حكومته الرابعة وسط اجواء من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأمام نتنياهو (65 عاما) الذي يحكم إسرائيل منذ 2009 بعد ولاية أولى من 1996 وحتى 1999، نظريا 28 يوما قابلة للتجديد 14 يوما لتشكيل فريقه الحكومي.

وفي حال لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف من تشكيل ائتلاف حكومي خلال هذه المدة، يصبح بإمكان ريفلين تكليف زعيم حزب آخر.

ويأتي ذلك بعد انتصاره الكبير في الانتخابات التشريعية في 17 اذار/مارس الماضي على خصومه في يسار الوسط، بالاضافة الى انه ضمن اغلبية برلمانية من 67 نائبا من اليمين من اصل 120 في البرلمان.

وفي النظام الاسرائيلي ليس بالضرورة أن يشكل زعيم اللائحة التي تأتي في الصدارة الحكومة بل شخصية نيابية قادرة على تشكيل ائتلاف مع الكتل الأخرى في البرلمان، بما أن أي حزب أو تكتل لن يكون قادرا على الحصول على الغالبية المطلقة.

وقد حاز حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو على 30 مقعدا بينما حاز الاتحاد الصهيوني المنافس لنتنياهو بزعامة هرتزوغ على 24 مقعدا.

ويتوقع أن يحظى نتنياهو بدعم خمسة أحزاب أخرى غير الليكود، بينها الحزبان القوميان، البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا، والحزبان المتشددان شاس واللائحة الموحدة للتوراة وحزب اليمين الوسط الجديد كلنا.

وسيكون على نتنياهو وحكومته تحمل تبعات حملة انتخابية أثارت انقساما في صفوف الإسرائيليين وأدت إلى توتر مع الحليف الأميركي. أما الفلسطينيون فقد أعلنوا أنهم سيقدمون ـول لائحة اتهام ضد اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية في الاول من نيسان/ابريل المقبل.

وقبل حفل التكليف، انتقد الرئيس الإسرائيلي علنا بنيامين نتنياهو بسبب التصريحات التي ادلى بها حول تصويت العرب الإسرائيليين خلال حملة الانتخابات التشريعية.

وكان نتنياهو واجه حملة انتقادات كبرى من قسم من الرأي العام الاسرائيلي والدولي بسبب توجيهه نداء قبل ساعات على اغلاق مكاتب الاقتراع، لتشجيع انصار حزبه الليكود على الاقتراع.

وقال "اليمين في السلطة في خطر. يأتي الناخبون العرب بإعداد كبيرة الى مكاتب الاقتراع. الكتل اليسارية تنقلهم في حافلات".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقد تصريحات نتنياهو بالقول أن مثل هذه التصريحات تقوض الديموقراطية الاسرائيلية.

وقال ريفلين بحسب بيان اصدره مكتبه قبل الحفل الذي سيجري فيه تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة الجديدة ان "مشاركة كثيفة هي بلورة للديموقراطية، وخير للديموقراطية".

واضاف "الى اي حد سيكون امرا بشعا ان يعتبر هذا الواجب الديموقراطي لعنة او موضوعا يثير قلقا؟ ". وتابع الرئيس الاسرائيلي "من يخاف من بطاقة اقتراع في صندوق سينتهي به الامر ان يشهد حجارة ترشق في الشارع".

واثارت تصريحات اخرى لنتانياهو اعلن فيها خلال حملته الانتخابية انه يرفض قيام دولة فلسطينية، غضب البيت الابيض الذي ينادي بحل الدولتين. وكانت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين فشلت في نيسان/ابريل 2014.

ومن اجل تهدئة الامور، قامت الحكومة المنتهية ولايتها بتعليق خطة بناء مئات الوحدات الاستيطانية في حي استيطاني في القدس الشرقية المحتلة بسبب حساسية المشروع كما اورد موقع يديعوت احرونوت الاخباري الاسرائيلي الاربعاء.

وكان من المفترض بناء الوحدات في مستوطنة "هار حوما" (جبل ابو غنيم) في القدس الشرقية المحتلة الذي زاره نتانياهو في اخر يوم من حملته الانتخابية قبل الانتخابات التشريعية في 17 من اذار/مارس الماضي مؤكدا فيه انه لن يسمح بفصل القدس الشرقية المحتلة عن القدس الغربية.

وتعهد نتنياهو يومها بتكثيف الاستيطان في القدس الشرقية في حال فوزه بالانتخابات التشريعية وبعدها اعلن في مقابلة انه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال انتخابه.

وبحسب موقع "واي نت" فان حكومة نتانياهو قامت بوقف المناقشات حول مشروع ضخم لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في جبل ابو غنيم.

ومن جهته، اكد دانييل سايدمان وهو مدير منظمة "القدس الدنيوية" غير حكومية لوكالة فرانس برس انه نظرا لطبيعة المشروع "الاشكالية للغاية" والتوتر بين نتانياهو وواشنطن فان التقارير قد تكون "حقيقية".

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان خلافه مع نتانياهو حول عملية السلام في الشرق الاوسط هو حول مسائل جوهرية وليس خلافا شخصيا.

وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني اشرف غني في البيت الابيض "تربطني علاقة عمل برئيس الوزراء" الاسرائيلي، موضحا "انه يمثل مصالح بلاده في الشكل الذي يراه ضروريا واقوم بالامر نفسه. القضية لا تتعلق بعلاقة مسؤول بمسؤول".

واضاف "نعتقد ان (حل) الدولتين هو الافضل بالنسبة الى امن اسرائيل وتطلعات الفلسطينيين والاستقرار الاقليمي. هذا هو رأينا ورئيس الوزراء نتانياهو لديه مقاربة مختلفة".

تصميم وتطوير