الارتدادات المتوقعة للغارات السعودية

30.03.2015 12:34 PM

وطن: كتب موفق محادين 

أيًّا كانت معطيات وحيثيات التصعيد العسكري بين المملكة العربية السعودية وصنعاء، وأيًّا كانت مبرراتها ومسوغاتها فإن آفاقها بعيدة كل البعد عن هذه الحيثيات وهذه المبررات، وعن أية أوهام بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء في اليمن..
فإغواء القوة العسكرية عند المملكة السعودية، وإغواء قوة اللجان الشعبية في صنعاء، غير قابل للتوظيف والترجمة بالنظر إلى آفاقها المطبوخة منذ زمن في دوائر اليهودية العالمية ومشروع الفوضى الهدامة كما أطلقها الأمريكان منذ عقدين على الأقل.
ولذلك لا آفاق سياسية لأية مشاركة في هذا التصعيد، اللهم واجبات "العلاقات الخاصة" ذات البعد الاقتصادي بالدرجة الأولى.
كثيرون، بل غالبية القوميين والوحدويين العرب واليساريين والعلمانيين والأوساط الثقافية لا يشاطرون المملكة السعودية خياراتها وسياساتها وعلاقاتها الوثيقة مع واشنطن، ولكن ذلك لا يعفينا من القول إن جزءا مهما من التصعيد العسكري السعودي – اليمني وتزيينه سواء من واشنطن او تل ابيب او تركيا، يدخل في باب استدراج مبرمج لإخراج الرياض من دائرة القوى الإقليمية الصاعدة، وحذفها كقوة إقليمية من خريطة الشرق الأوسط الجديد.
فمقابل "صعود صاروخي" لإيران ونفوذها، ثم احتضان أمريكي لدور إقليمي تركي في مواجهة طهران.
ومقابل "مراوحة" تل أبيب لدورها بين البحر والصحراء العراقية، فإن خريطة الشرق الأوسط الجديد المبرمجة في الفوضى الهدامة وربيع الاسلام الأمريكي، لا تتضمن السعودية..
وهناك سيناريوهات صهيونية تتحدث عن تفكيك السعودية وعن فاتيكان إسلامية "مستقلة"، هي فاتيكان "مكة"، كما أعلن عن فاتيكان مخصص للمقدسات الاسلامية في القدس ، وهكذا..
وبالمجمل لنا أن نقول إن مشهد المنطقة القادم، مشهد بويهي – سلجوقي "ايراني – تركي"، زائد ما يمكن تسميته "مملكة القدس" اليهودية زائد مصر اذا ما استعادت مكانتها الاقليمية، وهو ما يعني أن المخططات الصهيونية والأمريكية لا تكترث كثيرًا لحجم القوة السعودية "نفط + طيران"، وتسعى لاستدراجها في اليمن ليس من باب استعادة دورها الإقليمي بل من باب السعي لإخراجها من خريطة الشرق الأوسط بعد توظيفها لابتزاز إيران أو إجبارها على تفاهمات بشروط أمريكية.
ولمن تهمه هذه الملاحظات بوسعه العودة إلى كتابات برنار لويس "مؤرخ يهودي أمريكي من أصل بريطاني" الذي يدعو لتمزيق العرب إلى كيانات مذهبية، وإلى ما يسميه إعادة الكتلة السنية إلى صحاريها، وتقاسم النفط مع القوى التي تعيش حوله، ويقصد الشيعة في العراق والإحساء، كما كتب من قبل عن المسيحية والنفط جنوب شرق نيجيريا.
وهو الأمر الذي يفسر انبثاق حركة بوكو حرام ودعمها من قبل الاوساط العسكرية "السنية" قبل فقدان نفوذها في الانتخابات الرئاسية ما قبل الأخيرة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير