نصرالله:من يراهن على تخلي الشعب الفلسطيني عن قضيته واهم تماما

06.04.2015 10:25 PM

رام الله - وطنأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن "فلسطين لم تضعف بالرغم من أنهم عملوا على ذلك ومن حق البعض أن يقلق وأنا أتهم أغلبية الأنظمة العربية أنها عملت على ذلك منذ عقود".

ولفت السيد نصر الله في حوار مع قناة "الإخبارية السورية" مساء الاثنين: الى ان "الأنظمة العربية تريد من الأحداث الحالية أن تضيع فلسطين لكن هذا لن يحصل وهذا مرتبط بخيارات الشعب الفلسطيني الحي ومن يراهن على تخليه عن قضيته واهم تماما".

وحول القضية الفلسطينية والعلاقة مع فصائل المقاومة، شدد نصر الله على ان "حزب الله حريص على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل الفلسطينية وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه بالحوار".

وأكد أن "حركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين وسوريا ونحن لن تتخلى عن فلسطين حتى لو كان لديها بعض العتب على فصائل معينة".

وأشار إلى أن "رغم أي خلاف قد يكون على أية قضية أخرى أو ملف آخر لا يمكننا التخلي عن القضية الأساس ألا وهي القضية الفلسطينية".

وأضاف "نحن لا ندعي أن حزب الله يستطيع اليوم أن يشن حربا على إسرائيل أو يحرر فلسطين ونحن واقعيون لكن نحن نختلف مع الآخرين المستسلمين".

وأكد أن الحرب الذي يخوضها الحزب بين الفترة والأخرى ليست ضد اليهود بل هي ضد الصهاينة.

وقال نصر الله "مشكلتنا مع الصهاينة وليس مع اليهود لان الصهاينة هم من قتلوا وهجروا الشعب الفلسطيني وارتكبوا المجازر بحق الشعوب العربية والإسلامية.

وأوضح السيد نصر الله أن "الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي"، مؤكدا ان "ما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز".

من جهته أكد الأمين العام لحزب الله أن الجبهات كافة والخيارات مفتوحة في أي اعتداء إسرائيلي على المقاومة الإسلامية في لبنان.

وبالنسبة لرد المقاومة على غارة القنيطرة في سوريا، قال نصر الله "لو رددنا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الإستراتيجي أقل بكثير".

وأضاف "لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة قنيطرة من الجنوب السوري لكن نحن أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق والرد في لبنان كان له دلالة مهمة بأن الجبهة كلها جبهة واحدة بالاضافة الى ان جبهة جنوب لبنان مهمة جدا للعدو حيث يوجد منطقة شمال الكيان الغاصب كلها بما تحتويه بالاضافة الى منطقة الساحل الفلسطيني المحتل".

سوريا

وحول الحرب السورية، قال نصر الله إن "الدخول في الحرب السورية كان خيارنا ونحن أعلنا عن هذا الموضوع بشكل واضح وتحدثنا عن الأسباب"، مضيفاً "دخلنا الحرب بملئ إرادتنا ولتحمل مسؤولياتنا ونحن لم نخبر حلفاءنا في لبنان كي لا نحرج أحدا".

وتابع "نحن نتحمل مسؤولية دخولنا الى سوريا وقلنا لحلفائنا انهم يمكنهم القول ان حزب الله لم يسألنا بشأن دخوله القتال".

وأوضح "كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وقوية ومن البدايات أذكر أنه على المستوى الإقليمي والدولي الكل كان يتعاطى على أساس أن سوريا ستسقط خلال أيام أو أشهر".

واكد ان "حجم المعركة التي أعدت لسوريا كانت كبيرة جدا وكان واضح لنا أن المعركة قاسية وطويلة"، وتابع "كنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن والمعركة مفتوحة حتى الآن".

وأشار السيد نصر الله إلى أن "سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها دولة مستقلة في قرارها وفي رسم استراتجيتها وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع بهذه الميزة"، مشددا على ان "سوريا دولة محورية على الصعيد الإقليمي ولا يمكن لاحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن سوريا والإرادة السورية".

ولفت إلى انه "بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد اعتبروا أن سوريا في وضع جديد والرئيس بشار الأسد يحتاج إلى تدعيم شرعيته ولذلك فتحت معه مجموعة من العلاقات من أجل مصادرة القرار السوري"، لافتا إلى أنه "في العام 2003 عندما احتلت أميركا العراق جاء كولن باول بلائحة مطالب إلى دمشق وكان المطلوب من سوريا الكثير من المطالب وكانت بداية لهيمنة على القرار السوري لكن الرئيس الأسد رفض هذا الأمر"،.

واعتبر ان "حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري استغل لاتهام سوريا التي اضطرت ان تخرج من لبنان ولكنها لم تخضع"، وتابع "الحرب في العام 2006 كانت أميركية والهدف منها سوريا والتنفيذ كان اسرائيلي لكن المشروع فشل".

وشدد السيد نصر الله على ان "المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة إستقلال سوريا"، متابعاً "لم يكن هؤلاء يريدوا مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة".

ولفت الى ان "الرئيس الأسد كان دائما حاضر ومستعد للمطالب الشعبية المستحقة وكان حاضرا للحوار لكن الآخرين عندما شاهدوا ذلك دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل العسكري الواسع"، متابعا "القاعدة جاءت الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن ايضا".

وأكد أن "الحرب على سوريا فشلت طالما أن الدولة مازالت موجودة والنظام موجود والدور السيادي موجود يعني أن هذا الحرب لم تحقق الهدف منها "، ورأى ان "سبب فشل الحرب على سوريا كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والإحتضان الشعبي الكبير والهدف منها كان تدمير الدولة السورية والجيش السوري والهيمنة عليها".

واشار إلى أن "المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدولة هي الأكبر والجزء الأكبر من الشعب السوري لا يزال مع الدولة"، موضحاً ان "السيطرة على بعض المناطق لا يحقق الهدف لأن الهدف لم يكن السيطرة على بعض المناطق فقط".

وأوضح "منذ البداية قلنا إننا ذاهبون إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن أنفسنا عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية لا بل يمكن القول أنها اليوم دفاع عن الأردن والعراق"، مضيفا "السبب الذي دعانا إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي والإسرائيلي".

وسأل "كيف سيكون مصير دول الخليج والأردن والعراق فيما لو سيطرت القاعدة على سوريا؟"، واعتبر ان "الموضوع في سوريا أكبر من مسألة نظام ومن نعم الله أنه كان هناك هكذا رئيس وهكذا جيش عندما جاءت هذه المؤامرة"، مؤكدا أنه "من المراحل الاولى كان واضحا أن الرئيس الأسد لديه حاضنة شعبية كبيرة وشجاع وكنت أعرف أنه لن يغادر في أصعب الظروف".

ولفت السيد نصر الله الى ان "حزب الله ليس قوة إقليمية وليس جيشا نظاميا بل حركة مقاومة لديه عديد معين وإمكانيات معينة لكن ربما يكون له في بعض الميادين تأثير نوعي لا سيما في مواجهة حرب العصابات"، وأضاف "على ضوء الحاجة والإمكانات نتواجد في سوريا وحيث يجب أن نكون سنكون وليس هناك إعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك".

واشار إلى أنه "في بعض الأماكن في سوريا نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشورة".

وقال "حيث تدعو الحاجة في سوريا سنتواجد ووجودنا هو في الكادر البشري ونقاتل بامكانيات الجيش السوري لأننا جزء من هذه المعركة"، ولفت الى ان "الخسائر التي تكبدها حزب الله في سوريا كانت متوقعة وما يقال في وسائل الإعلام غير دقيق ومضخم".

واضاف ان "المطلوب في سوريا هو الصمود لمنع الهيمنة على سوريا وهناك متغيرات في المنطقة سيكون لها انعكاسات على سوريا"، وتابع "المعركة في سوريا فتحت على كل الحدود وفي كثير من المحافظات في وقت واحد".

وأكد نصر الله ان "القرار العسكري تتخذه القيادة السورية على المستوى العسكري والسياسي ونحن نقدم المساعدة في الاماكن التي نتواجد بها"، مشددا على ان "القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد والقادة العسكريون السوريون يسألون ويتشاورون لكن القرار لهم"، لافتا الى ان "معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة".

واشار الى ان "الرئيس الأسد كان دائما مستعدا للحوار السياسي وسقفه كان عاليا جدا لكن كل الأطراف الأخرى لم تكن جاهزة"، موضحا ان "جماعات المعارضة السورية لم تكن تريد الحل السياسي وأغلب هذه الجماعات تابعة لقوى خارجية".

وأضاف "المصيبة الكبرى كانت عند حضور داعش والنصرة فهل كانت داعش والنصرة جاهزة للقيام بأي حوار؟"، لافتا الى ان "الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا لا تزال ترفض الحل السياسي"، معتبرا انه "في سوريا المنطق والعقل والمسؤولية يقول إن المطلوب هو الصمود وعدم الإنسحاب لأن البديل كارثي وابقاء الحوار مفتوح لأي حل سياسي يؤمن مصالح سوريا"، مؤكدا ان "الذي صمد وقاتل واستشهد وقدم التضحيات وحقق الانجازات في سوريا هو السوريون انفسهم".

وجدد السيد نصر الله التأكيد ان "المشكلة هي في العقل السعودي"، ورأى ان "مشكلة السعوديين أنهم لا يستطيعون أن يروا شعوب حرة".

واشار الى ان "أول من تحدث عن أن هناك احتلال ايراني لسوريا هو سعود الفيصل"، مؤكدا أنه "ليس هناك قوات إيرانية في سوريا بل ضباط ومستشارين موجودين منذ سنوات بموافقة الدولة السورية وعددهم بدأ يتراجع وهو اليوم أقل مما كان عليه قبل الأحداث".

ولفت الى ان "القرار في الداخل السوري وفي السياسية الخارجية هو قرار سوري والقيادة الإيرانية تصر على إحترام هذا الأمر"، موضحا انه "لو توجه كل اللبنانيين الى سوريا لا يستطيعون احتلالها والكلام عن هذا الموضوع هدفه التقليل من أهمية سوريا ودورها ومن يروج لهذا الكلام يريد البحث عن شرعنة دعم المجموعات المسلحة".

تصميم وتطوير