جوجل يحتفل بذكرى ميلاد الشاعر العراقي مهدي الجواهري

26.07.2011 11:53 AM

وطن- وكالات- احتفل محرك البحث الشهير "جوجل" بذكري ميلاد الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، الذي وصف بأسلوبه الصادق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائمًا حزينًا من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لا يرضيه شيء.

ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في 26 يوليو عام 1899م، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالمًا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.

-  ينحدر الجواهري من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، والذي ألّف كتابًا في الفقه أسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام". وكان لهذه الأسرة، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية.

-  قرأ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة، وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي؛ ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظرًا ساعة الامتحان بفارغ الصبر، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار.

-   كان قوي الذاكرة، سريع الحفظ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتًا واسمعها للحاضرين وقبض الليرة.‏

-  كان أبوه يريده عالمًا لا شاعرًا، لكن ميله للشعر غلب عليه، وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة، وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربيًا أم مترجمًا عن الغرب.

نشر أول مجموعة له باسم "حلبة الأدب" عارض فيها عددًا من الشعراء القدامى والمعاصرين ومن ثم أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه "بين الشعور والعاطفة" نشر فيه ما استجد من شعره وفي عام 1935 أصدر ديوانه الثاني باسم "ديوان الجواهري".

- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة، واشترك بسبب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية مرتديا العمامة، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة الفرات وجريدة الانقلاب ثم جريدة الرأي العام وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين.

بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب. كرَّمه الرئيس الراحل "حافظ الأسد" بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري "دمشق جبهة المجد" ذروة من الذرا الشعرية العالية.

توفي الجواهري في 27 من يوليو 1997، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحدًا.

 

تصميم وتطوير