الزنزانة ٢٨
كتب طارق عسراوي، في ذكرى اعتقال القائد مروان البرغوثي.
هل للانفراديّ كوّة
يطلُ منها على هاويتنا
و ينسلّ من قضبانها
صوت الأذان ْ
وكيفَ الحياة هناكَ
أواضحةٌ جهاتُ الكونِ
ام تاهت على عينيهِ قِبلتنا
مِنْ ظُلمَةِ الجدرانْ !
أيسمعُ ، حين يهتف
باسمه الاطفالُ ان قلقوا على القدس القديمةِ ،
حين تكتظُ الحناجر باسمه الذهبي
إن خنقوا المدينة
حين ترسمهُ الجراح على الجدار ،
و يخضَرُّ الشعار ..
فنسألُ كلما خفنا على لون الترابِ ،
أين الفدائي الذي إن تاهت الطرقاتُ فينا
كان بوصلة الأمان ؟
مروانُ
الذخيرة في المسيرة
وَهجُ فكرتنا الصغيره
أملُ البلادِ و ذِلةُ الجلّاد ..
صوتُ النداءِ،
وعزَّةُ الكلماتِ في نبض البيان
ما أجملَ الإيمان ..
يُعلي شارةً للنصرِ ،
رغم القيدِ عملاقاً كفكرتِهِ ..
و يطلُّ من بين الجنود الصاغرينَ
أمامَ عِزّتِهِ، و غربَتِهِ ..
شامخاً للشمسِ يرفع رأسه كالسنديان ..
مروانُ
حلمُ الارض بالحرية السمراء/ حارسها ،
و في عينيهِ وعدُ النصر برّاقٌ
فلا يُكسر بطولِ السجنِ عملاقٌ
و لا يَهنُ ،
و لا مرضٌ يصيبُ الروحَ ، لا وَهنُ
و تبقى الفكرة الأولى
و صوب القِبلةِ الأولى
لنا الراياتُ ، و المتراسُ ، و الشهداءُ
و الأجراسْ
لنا المئذنة و القُبّه .
و لا حربٌ ستثنينا
و لا سلمٌ سينسينا
وإن طالت بنا النكبهْ
فلن نأبَهْ
لظلم القيد و السجان ..