إعدام صحفي- كتبت: أنوار الحاج

25.04.2015 12:12 PM

يصطدم أغلب الصحفيين في هذا البلد بجملة من الصعاب، فالجدران العالية والحواجز المنصوبة والمشانق المعلقة لقبيلة الصحفيين الغير محظوظين بميزة العكاز المسنود قتلته ونكلت فيه، فالصحفيون يصبرون على واقع أشد مرارة من العلقم فالصبر مرٌ كاسمه.

ينهلون الاعلام في الجامعات بكل حرفية ومهارة، من قواعد ومبادئ وأساسيات واساليب العمل الصحفي واخلاقياته، ولكن ما لم ينهلونه هناك ان طريقهم لتحصيل الوظيفة أصعب من خروج أسير فلسطيني محكوم بالسجن مدى الحياة ، نعم هو أصعب، ففرحة خريجي الصحافة والإعلام بالتخرج والصور التذكارية واستلام شهادة يرى فيها الخريج تعب وسهر وحرقة اعصاب أربع سنوات سرعان ما تلتطم به تسونامي الوظيفة! .

اعتقد ان مجمل الشعب الفلسطيني قد استقل قطار البحث عن الوظيفة واستوقفته محطة تسمى بلجنة المقابلات ! فلجان مقابلات التوظيف في المؤسسات الاعلامية لا ندري كيف يتم تعيينهم، وعلى أي اساس، وما هي مؤهلاتهم وشهاداتهم التي تخولهم ليحددون مصير صحفي بكلمة لا تتعدى الحرفين "لا". يجلسون ببدل رسمية ويبدؤون بطرح أسئلة خطرت على بالهم وربما لا يعلمون الإجابة، يتصيدون الأجمل من الفتيات وصاحب الواسطة وربما يختارونهم بقرعة الحظ كما الحال بالقرع الرياضية،، وينصبون أنفسهم أرباب الصحافة وبيدهم مفتاح الإعلام.

وهنا نقول ان ما يلزم أغلب المؤسسات الصحفية الفلسطينية هو الإدارة المهنية السليمة وانبثاق دوائر عمل صحفي جديرة بما تعنيه الصحافة من أحرف وكلمات "ليس  كل من صف الصواني صار حلواني"!!.

"الغريق يتعلق بقشة" هذا ما ينطبق على حال اغلب الصحفيين في فلسطين عندما يستوقفهم اعلان وظيفة بأحد وسائل الاعلام، يعلمون وبكل ثقة أن الاعلان لا يتعدى المنطق القانوني لأي مؤسسسة كانت ، فالقانون يجبرها على نشر اعلان توظيفي قبل التعيين ويثقون أكثر بأن صاحب الوظيفة قد استلم وظيفته وانتهى الامر.
ولكن يمتاز الصحفي بما يسمى بالعتاب الذاتي، فإن لم يقدم سيُحمل نفسه الذنب ويبدأ مسيرة اللوم والندم ويطرح احتمالات ويضرب أمثال والعديد من ليت ليت ليت .

الذهاب لمقابلة لجنة مكونة من خمس اشخاص، اكثر او اقل لا يهم ، الاهم أن يكونوا جديرين بتلك الصفة مدججين بأسئلة وتساؤلات تتساوق و هيبة بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة" ، ان تتناسب و طبيعة الوظيفة المقدم عليها ، أن تتساوى وتقسيم الاسئلة للعديد من الاوجه، اسئلة خاصة بالمؤهل الجامعي وأخرى بالعمل الميداني وأخرى بالثقافة العامة وغيرها ، وان لا يتم إسقاط أي وجه او باب من تلك الاسئله، واحيانا المتقدم يحمل شهادة جامعية أعلى من تلك التي تحملها اللجنة.

والاهم من ذلك كله أن يتعامل كافة المتقدمين على الوظيفة بنفس درجة الامتحان، فلا اتقدم بسؤال لفلان عن ما يحصل بالخليج من ازمات، واكتفي بسؤال فلان عن مؤهلاته فقط!!!!
من المعيب والكاسر لجدار الحصانة المَلكية للصحافة ان نجد لجنة لتقييم صحفيين لا تمت للصحافة بصله، ولا تدرك أبجديات العمل الصحفي ، على الجميع التيقن بأن الصحافة والاعلام ليست ثقافة عامة فقط!!! الثقافة احد ركائز الاعلام ولكنها ليست الاساس فالاعلام فن وعلم وإبداع .

صحافة ، صحافة ، صحافة ، تمعن أحرفها يا من تمتلك القرار والسيادة في مؤسسة اعلامية ورسمية وخاصة ، فهي صدقٌ وحريةٌ و اخلاقٌ وفٍكرٌ وتربيةٌ ......

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير