مفكر يهودي:إسرائيل تتنافس مع أقذر الديكتاتوريات في جرائمها المنظمة

26.04.2015 06:27 PM

وطن - وكالات: هاجم مُفكُر يهوديّ-إسرائيليّ بارز الغرب بسبب تساهله إزّاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ، منوهًا إلى أنّ الحكومات الغربيّة جعلت ما قام به النازيون ضدّ اليهود قبيل وإبّان الحرب العالمية الثانية مسوغًا للتعامل مع إسرائيل كدولة يحّق لها ما لا يحّق لغيرها من الدول، على حدّ تعبيره.

وقال المفكر ديمتري شومسكي في مقال نشره في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة إنّه على مدار خمسين عامًا تُسيطر إسرائيل على الأراضي المحتلّة وتقيد حريّة الحركة للشعب الذي احتلته وتقوم بتوطين مواطنيها في الأراضي الفلسطينية، وتفرض نظامًا عسكريًا على الفلسطينيين، الأمر الذي يُشكّل، برأيه، انتهاكًا فظًا للقانون الدوليّ، دون أنْ يفكر المجتمع الدولي بإجبارها على دفع ثمن ما، حسبما قال.

وتساءل المفُكّر الإسرائيليّ، الذي ينشر دائمًا مقالات مُناهضة للسياسة الإسرائيليّة،  عن الأسباب التي دفعت العالم الغربي لمعاقبة الاتحاد الروسي عندما أقدم على ضم شبه جزيرة القرم، وفرض مقاطعة عليها في حين لم يحرك ساكنًا إزّاء إصرار إسرائيل على مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية. وساق شومسكي قائلاً إنّه لا خلاف على أنّ أوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيليّ أكثر قسوة بعشرات المرات من الأوضاع التي يعيشها الأهالي في القرم بعد ضمها لروسيا، لافتًا في الوقت عيينه إلى أنّ سكان القرم تحولوا إلى مواطنين روس ويتمتعون بكل الحقوق التي يتمتع بها الروس، في حين  دشنت إسرائيل نظام فصل عنصريّ واقعي في المناطق الفلسطينية، على حدّ تعبيره. 

وشدّدّ المُفكّر الإسرائيليّ، الذي يُغرّد خارج سرب الإجماع القوميّ الصهيونيّ، شدّدّ على أنّ الغرب يتعامل مع إسرائيل كممثلة للعالم الديمقراطيّ المتنور وسط غابة من الديكتاتوريات، في الوقت الذي تمنح فيه المستوطنين اليهود كل الحقوق السياسية وتقمع مئات الآلاف من الفلسطينيين، كما قال. وأكّد شومسكي على أنّ إسرائيل تتنافس مع أقذر الديكتاتوريات في جرائمها المنظمة ضد الفلسطينيين، مُشيرًا أيضًا إلى أنّ ما أطلق عليه نادي الدول الديمقراطية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكيّة يتحرّك للدفاع عن إسرائيل لتواصل عدوانها.

ونوه شومسكي إلى أنّ الغرب يسمح لإسرائيل أنْ تردّ على المقاومة المشروعة للفلسطينيين بقتل المئات من الأطفال والنساء، كما حدث في الصيف الماضي، خلال العدوان الإسرائيليّ البربريّ-الهمجيّ، الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة، والذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى.

وقال أيضًا إنّ الديكتاتوريّة العسكريّة الإسرائيليّة في الأراضي المُحتلّة لا تُشابه الديكتاتورية التي كانت سائدة في الفترة الأخيرة قبل انتهاء الحكم الشيوعيّ في الاتحاد السوفيتي سابقًا، لافتًا إلى أنّ الديكتاتوريّة الإسرائيليّة أسوأ بكثير من الديكتاتوريّة السوفيتيّة، وحتى أنّ حريّة الحركة للمواطنين في ظلّ الحكم الشيوعيّ كانت أحسن بكثير من حريّة حركة المُواطنين الفلسطينيين في الأراضي المُحتلّة، وأضاف أنّ الإسرائيليين يقومون بالدوس على كرامة الفلسطينيين وعلى حقوقهم الأساسيّة، إنْ كان ذلك من الجانب المدنيّ أوْ الوطنيّ، على حدّ تعبيره.

واعتبر أنّه يتحتّم استخدام كافة الوسائل من أجل إسقاط حكم الديكتاتوريّة الإسرائيليّة.  وأكّد شومسكي على أنّ الغرب سمح لإسرائيل بامتلاك السلاح النوويّ من أجل التمتع بمكانة إقليمية تجعلها قادرة على المس بحقوق الإنسان الفلسطيني بدون أنْ تخشى ردة فعل عالميّة، مُشددّدًا في الوقت عينه على أنّ أوروبا المسيحية تُحاول التكفير عن أخطائها تجاه اليهود، عبر السماح لإسرائيل بممارسة الإرهاب المنظم، على حدّ تعبيره. من ناحيته، عبر المُفكّر الإسرائيليّ عن قلقه الشديد من تعاظم ظاهرة توجه الإسرائيليين للحصول على جواز سفر أجنبيّ، بسبب عدم ثقتهم في إمكانية بقاء إسرائيل.

أمّا المُحلل المُخضرم آري شافيط، فقال إن فرص قدرة إسرائيل على البقاء قد تراجعت بسبب العمى الذي أصاب القيادة الصهيونية والجمود الفكري الذي يتسّم به أداء هذه القيادة. وأوضح المُحلل أنّ معاداة الساميّة  وكراهية إسرائيل وصلت حدودًا غير مسبوقة، هي الأعلى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أنّ الدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر. وأشار شافيط إلى أنّ المحافل الأكاديمية في العالم باتت تعتبر إسرائيل مصدر الشرور في العالم، مشددًا على أنّ طلابًا يهودًا هم الذين يقودون حركة المقاطعة العالمية ضدّ إسرائيل في الولايات المتحدّة الأمريكيّة، الأمر الذي يؤكّد على تآكل القناعة الشعبية اليهودية بعدالة المواقف الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.

تصميم وتطوير