"داعش" ينازِل "حماس" علناً في غزة

05.05.2015 07:19 PM

وطن - الأخبار: يبدو أن المارد خرج أو أخرج من قمقمه في غزة، فبعدما كانت محال "الكوافير" وبيع الـCD من الأهداف البسيطة للسلفيين الجهاديين، أضحت المواجهة العلنية مع "حماس" هي الهدف الأول، بعد هدوء نسبي في ظل قبضة أمنية شديدة

فجر أمس، وقع انفجار قوي في غزة على غير الانفجارات التي كانت تحدث خلال الأسابيع الماضية مع اقتراب كل زيارة لحكومة التوافق، إذ استهدفت عبوة ناسفة مركزاً أمنياً (الضبط الميداني) في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، وأدت إلى أضرار كبيرة في المكان. وللمرة الأولى، يخرج بيان مروّس باسم "جماعة أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس"، يخلو من الأخطاء اللغوية التي كانت تتصف بها بعض البيانات السابقة، مما أشيعت عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.

وجاء في البيان أن الجماعة الجديدة تمهل "حماس وأذنابها من الأجهزة الأمنية 72 ساعة ابتداءً من ساعة إصدار البيان للإفراج عن كافة المعتقلين السلفيين، وإن امتنعوا فكافة الخيارات مفتوحة للرد عليهم". وأضافت الجماعة: "نستنفر جميع جنودنا للعمل على الأهداف المرصودة بعد انتهاء المهلة، ونحذر حكومة الردة في غزة وأجهزة حماس النتنة من التمادي في غيّهم ضد الموحدين... مقابل تسهيلات للعلمانيين والروافض، إرضاءً لأسيادهم في إيران والطواغيت العرب".

أحبط تفجير عبوةفي رفح كاد يودي بـ5 عناصر من "القسام"

ليس ما يجعل البيان حقيقياً الصياغة فحسب، إذ علمت "الأخبار" أن الأجهزة الأمنية التابعة لـ"حماس" تشنّ حملة اعتقالات بحق كوادر وعناصر يشتبه في أنهم يوالون "داعش"، كما على بعضهم اتهامات بتورطهم في تفجيرات استهدفت مقار أمنية، وآخرها انفجار الشيخ رضوان. ويفيد مصدر أمني بأنه جرى اعتقال (ع. ق.) من مخيم الشاطئ، وهو نجل أحد قادة الفصائل الذين استشهدوا خلال الانتفاضة الثانية، ولكنه مشتبه فيه في تورطه بالانفجار الأخير. وشهدت غزة قبل أسبوعين سلسلة تفجيرات طالت محيط منزل رئيس السلطة محمود عباس الذي تحول مؤخراً إلى مقر للحكومة الفلسطينية، وأيضاً بوابة المقر الرئيسي لوكالة الغوث (الأونروا)، ومحيط مكتب النائب العام، وهي كلها مواقع حيوية.

ووفق المصدر الأمني نفسه، فإنه جرى إلقاء القبض على 35 شخصاً من أنصار هذه الجماعات خلال اليومين الماضيين  فيما تستمر مطاردة عشرات آخرين.

في السياق نفسه، أغلق الأمن في غزة مسجداً اسمه «المتحابّون» يتخذه أنصار "داعش" مقراً لهم وسط القطاع، ما حدا ببعض عناصرهم إلى إخراج بيان يهددون فيه عناصر "حماس" بالذبح والمواجهة. وفي رواية البيان الثاني أن "عصابات النظام الحمساوي أقدمت على هدم وإزالة مسجد المتحابين، الكائن في مدينة دير البلح، في صورة مشابهة لما يقوم به الاحتلال اليهودي والأمريكي والرافضي من هدم لمساجد المسلمين".

وذكر البيان أن ثلاث جرافات شاركت في عملية هدم "مسجد صغير بدائي كانت تهوي إليه أفئدة المؤمنين من الدعاة وطلبة العلم... بعيداً عن المساجد المُسيّسة التي تحتلها حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى". وتابع البيان: "أمام هذا التغول الحمساوي الجديد، فإننا نجدد بيعتنا وولاءنا لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي ونقول له: أبشر شيخنا فإن قلوب أنصار الخلافة في فلسطين تتحرق شوقاً لالتقاء الزحوف تحت راية الخلافة".

مصدر أمني آخر أكداً أن الحملة تشمل مدن القطاع كلها، ومشيراً إلى "اعتقال عضو ناشط من الجماعات السلفية في رفح (جنوب) عمل على زرع عبوة في مقر أمني، وكاد يقضي على خمسة من عناصر الضبط الميداني التابعين لكتائب القسام" في المدينة. وشدد المصدر على أنه "صدر قرار صريح من قيادة الأجهزة الأمنية بمطاردة كل العناصر المشبوهة على خلفية انتمائها إلى جماعات سلفية". ومع أن كلامه فيه إيحاء إلى كون الأمن يتابع تحركات بعضهم، ولكنه لم يسع إلى اعتقالهم خلال المدة الماضية، فإنه أشار إلى أن العبوات التي استخدمت في التفجيرات كانت صغيرة أو متوسطة الحجم وتعرف بـ"الصوتية"، موضحاً أن تأثيرها الصوتي أكبر من فعاليتها التفجيرية. كذلك لم يخف وجود تعليمات لدى الأجهزة الأمنية بضرورة تشديد الحراسات وتوسيع رقعة الانتشار في الأيام المقبلة. وكانت إرهاصات الصراع بين "حماس" وأنصار الجماعات السلفية قد طفت على السطح قبل حوالى شهرين، عقب اندلاع المعارك بين "داعش" و"أكناف بيت المقدس" (حماس) في مخيم اليرموك في سوريا، الأمر الذي ألقى بظلاله على العلاقة بينهما في غزة، وخاصة بعد اعتقال عدنان مياط، وهو خطيب في أحد مساجد مخيم النصيرات، قبل أن يطلق سراحه لاحقاً، مع بيان تهديدي نشره "داعش" آنذاك.

تصميم وتطوير